Views: 11
لغتنا الجميلة
في علم القوافي .. أحرفها و عيوبها
كنت نشرت مجموعة من البحوث في الشعر و القافية .. في عدد من المنتديات الأدبية تم جمعها في عدد من الكتب
فقد عزمت على اعادة نشر هذه البحوث في هذا المنتدى الرائع .. للفائدة العامة
ونظرا لما لأهمية القافية من أثر هام في بناء البيت الشعري .. و بالتالي في بناء القصيدة العمودية ككل .
و لما كنت دائما أقول :
القافية .. أولا
فهي باب القصيد .. و مدخلنا الى القريض
فلا شعر دون قافية .. كما لا بيت دون روي
و نظرا لما لأهمية القافية في نظم الشعر .. و لما لاحظته من أنه مازال هناك الكثير من شعرائنا الأحباء يقعون في اخطاء فاحشة فيها .. حتى كبارهم
و حيث أنه لم يسبق لأحد من قبل .. أن بحث هنا في هذه الشابكة الالكترونية . بما يتعلق بالقافية و قواعدها و حروفها و عيوبها ..
لذلك فقد قررت نشر بحوث .. تتعلق بموضوع القافية ..و حروفها و العيوب التي تقع فيها .. مع العلم أنني استقيت مواضيعه بالمجمل من العديد من كتب التراث المتعلقة .. أهمها
1- كتاب ” القوافي ” للأخفش الاوسط أبي الحسن سعيد بن مسعدة البلخي .
2- كتاب ” القوافي ” لأبي يعلى التنوخي
3- كتاب ” نضرة الاغريض في نصرة القريض ” للمظفر العلوي
3 – كتاب العمدة لابن رشيق القيرواني
و اضيف :
تعرض علم العروض للكثير من البحث و الدراسة , و قام الكثير من كبار شعرائنا و دارسينا ، بالتعرض لموضوع الأوزان الشعرية و بحور الفراهيدي الخمسة عشر و التي زاد عليها أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي الملقب ” الأخفش الأوسط ” البحر السادس عشر . . ولم يتركوا فيها أي زيادة لمستزيد .
الا أن قليلا منهم من بحث أو تحدث في علم ” القافية ” و الحروف التي تتألف منها , أو تحدث عن عيوبها التي كثيرا ما يقع فيها العديد من الشعراء , خاصة منهم المستجد .
ونظرا لما لعلم القافية من أثر في بناء القصيدة و سلامتها وما لها من أثر في الشعر العمودي بشكل عام .
فقد ارتأيت أن أبحث في أحرف القافية و العيوب التي تطرأ عليها و الواجب تجنبها..
و الله ولي التوفيق .
علم العروض و القافية
علم يتعلق بالوزن الشعري ، و بالشروط التي يتوجب على الشاعر التزامها في نظم قصائده .
و لا بد من القول ، ان كثيرا من قدماء الشعراء ، وبعضهم من العصر الجاهلي .. كان قد وقع في أخطاء في القافية .. و هو ما حصل مع كل من النابغة الذبياني ، و الفرزدق و غيرهما من الشعراء . لا مجال لذكره هنا .
ان بحور الشعر و أوزانها ، أضحت معروفة ، وقد درسها أغلبنا في المدارس و في المعاهد و غيرها
لذا لن أخوض في أوزانها.. فهذا بحر لا قرار له ، و لا ساحل .. الا ما ندر .. و على سبيل المعلومة الطارئة .
وسأبحث فقط في القافية و في عيوبها ، مستعينا بما وقع تحت يدي من كتب التراث ذات الموضوع .
في أحرف القافية :
قبل البحث في موضوع القافية وعيوبها .. علينا أن نتعرف على حروفها أولا.. و ما هي هذه الحروف و ما تسمياتها .. و من أي حرف تبدأ القافية .. و بأي حرف تنتهي . .
يعتقد الكثير.. أن القافية هي هذا الحرف الأخير الذي ينتهي به البيت الشعري .. كاللام او الراء ، او الباء أو غيرها الخ ..
هذا الحرف ليس هو القافية , و انما لا يعدو كونه جزءا منها وواحدا من أحرفها , فاذا أطلقنا عليه اسم القافية .. نكون قد أطلقنا اسم الكل على الجزء .
وهذا الحرف الأخير من القافية وهو الذي يتكرر في كل أبيات القصيدة , هو ما يسمى حرف ” الروي ” .
فالقافية هي في الحقيقة الكلمة أو مجموعة الحروف التي ينتهي بها البيت الشعري ، و يتحدد مجموعها كما يلي :
علينا ان ننظر أولا ..
الى آخر حرف ساكن في البيت ..ذلك الذي يسبق حرف الروي ..ثم نأخذ الحرف المتحرك الذي قبل الحرف الساكن مباشرة ..
هذه الأحرف التي هي بمجموعها بعد هذا الحرف الساكن .. هي ما يسمى القافية
و بالتالي تكون القافية هي مجموع الحروف التي تبدأ من الحرف المتحرك ما قبل الحرف الساكن الأخير و حتى نهاية البيت ,,
فمجموع هذه الحروف ، هي ” حروف القافية ”
و يسمى الحرف الأخير المتكرر في الأبيات ” الروي ”
فيقال قصيدة رويها باء أو لام أو جيم ..الخ ..
و بالتالي
لكي تكون القصيدة متوازنة و القافية مطمئنة وسلسة عذراء لا خطأ فيها .. يجب أن تكون مجموع هذه الحروف في البيت و ما يليه من أبيات منسجمة و متفقة من حيث حركاتها و السكون ،
فاذا اختلت حركة حرف منها .. اختلت معها القافية ، و اعتبرت القافية معيبة ..
و ليس المقصود بانسجام حروف القافية تكرار هذه الحروف .. و انما يجب أن تكون هذه الحروف متفقة و متوافقة من حيث الحركة و السكون فيما بينها وفي جميع الأبيات اللآحقة ، كقول المتنبي :
و اني لمن قــوم كأن نفـــــوسهم … بها أنَفٌ أن تسكن اللحمَ و العظْما
كذا أنا يا دنيا ، اذا شئتِ فاذهبي … و يا نفسُ زيدي في كرائهها قدْما
ففي البيت الأول :
نرى أن أحرف القافية هي ” عظما ”
أي كل من حرف .. العين .. و الظاء.. و الميم .. و الألف .. ع . ظ . م . ا
فالحرف .. ظ .. هو الحرف الساكن الأخير ما قبل الروي .. و الحرف .. ع .. هو الحرف المتحرك الذي يأتي قبله مباشرة .
أما البيت الثاني :
فان حروف القافية هي ” قدما ” ق . د . م . ا .. فحرف الدال هو آخر حرف ساكن قبل حرف الروي ، و القاف هو الحرف المتحرك قبله مباشرة .
نلاحظ هنا في البيتين المذكورين .. مدى الانسجام في أحرف القافية , من حيث توافق الحركة و السكون فيهما .
و لو أردنا تكملة الأبيات فسنجد حروف القافية تماثل :
” سهما ، لحما ، شحما ، دهما ..الخ .. ”
و بالتالي
فاننا لا نستطيع أن نضع كلمة تتكون من مجموعة من الحروف تماثل هذه الكلمات :
” راحما ، قديما ، سموما ”
أو
” قِمَما ، قَسَما . رَجَما ”
بالرغم من أن الروي المتكرر دائما هو حرف الميم ..
الا أن حركات هذه الأحرف لم تلاق انسجاما و لا توافقا مع حركات حروف القافية الأصلية التي ابتدأنا بها ببيتي المتنبي ..
و بالتالي فقد اختلت حركات القافية و أصاب القافية العيب .
أكتفي بهذا المقدار .. على أن يتم اتمام البحث في حلقات قادمة ان شاء الله
….
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سورية
Discussion about this post