Views: 3
***العاشِقُ الأخْــرَسُ***
قالوا سَيَعصِرُكَ الأسى لِفراقِها
فَانْزعْ فَتيلَ الصَّمْتِ هَيَّا بُحْ لها
أطْلِـقْ لِحُبِّكَ ذا العَنان وَقُـلْ لَهُ
حَلِّقْ بعيدًا وَاقْتَحِمْ عينَ المَها
كَيما تَنالَ زَوالَ كَرْبِكَ يا فَتى
وَتَـراهُ عَنْكَ مَضى عَذولٌ وَانْتَهى
قُلْـتُ: اسْألُـوا الأجْـواءَ عن حُبِّي لها
رِيحٌ، نَسائمُ كَمْ جَهرْنَ لِقَلْبِها
أوتارُ عُودي في الدُّجى كَمْ أطْـرَبَتْ
في نَـوبَةٍ أو سَكْـرَةٍ أغْـرَقْنَهــا
بِالدَّمْعِ بِئرًا في الجَفافِ سَقَيْتُها
عَـذبٌ فُـراتٌ ماؤها… كَمْ سَرَّها!
تاريخُ فارس والعِـراق وَمِصْـرنا
يُجْلَـى بِما أَوْرَدْتُـهُ في وَصْفِها
سَيُجيبُكُـمْ تاريخُ حَـوَّا أنَّـهُ
ما عادَ فيه مِن نِساءٍ غَيــرها
هَلْ جاعَ صبٌّ والصَّبابةُ عِندهُ
كالباسقاتِ مِنَ النَّخيلِ وَطَلْعِها
أمَّا تقاليدُ الغَرامِ بِشَرْعِكُمْ
لَمْ تَعْدُ قَولًا أجْوَفًا هاذٍ بِها
سأظَلُّ في وَلَهِي لها أنا أخْرَسًا
وَتَنُوبُ عنِّي ألْسُنٌ يُبْلِغْنَها
محمد إبراهيم الفلاح
Discussion about this post