Views: 0
في النفس الأخير من الصبر
سألتني العروبة
و الاختناق جاثم على صدرها
إلى متى
أيها اللابس ثوب لغتي
أفاخر بعريك ؟!!!!
قرطبة غيرت هويتها
و بغداد غرقت في دجلة و الفرات
و دمشق ما زالت تنفي أنها المنفى
ها أنت
تبحث كما تركتك
منذ ابتسامة ضلت سبيلها إلى حلم
عن بوصلتك
عن ذاتك
عن آخر معنى وصل إليه جهلك
فما الفرق بينك و بين أبي الهول
الكل ينظر إليك باهتمام
و يعطرون دروب صمتك
كلما رأيت تراب المسرى و المعراج أحمراً
في قنوات للعتمة
يقولون :
الخريف يرسم النهايات يا عروبة
فجهزي ما تيسر من متاع للرحيل
أوراقك تتساقط و دونما جهد
و تحجز مكانها ك لا شيء على قارعة الطريق
و تشرين يجيب :
أن الحب طوفان تترجمه أجنحة أبابيل
و البطولة فيه ل حرف سجيل لم يحصه الخريف
يحول الجدار العازل إلى شباك عنكبوت لا أكثر
و القبة الحديدية كأصحاب الفيل يسجلون الخسائر
بشيء لم يكن في الحسبان ينتظر
و الغفلة الحمقاء تذاب
في مشهد عشاق
يسطرون الهيام كقصائد سنديان
تعلم الدنيا كيف تكون الجذور عطر
تشرين يشهد العواصف و الزوابع
أن أوراق البرتقال الخضراء
تغازل أغصانها
لتبقى زاهية في قلبها
حتى تلغي من تفكيرها
معنى التخلي
و إن التفت الساق بالساق
تشرين يدق ناقوس الخطر
و يشهر بالأفعال
يحول الأرض إلى حميم إلى سعير
لكل من ركب دبابة أو طائرة أو احتمى خلف الجدر
فجند الله
و إن كانوا أوراقاً قليلة
يقصمون ظهور الجموع و الحشود
تشرين ساعة نصر
ليست في حلم
هي شوكة في حلق كل من علا و تجبر
و مرآة لغة
تمنح الدفء فقط
لمن وفى و بر .
أحمد إسماعيل / سورية
Discussion about this post