Views: 0
《اليومَ تَصدَحُ بالنّضَالِ حُرُوفُنا》
بالأمْسِ في حُلْمي أتاني عنْترَةْ
والقُدسُ ثكْلى والقَوافي مُعسِرَةْ
والأفقُ یرزَحُ تحتَ أحمالِ اللّظی
ورُبُوعُ غزّة قدْ غدَتْ كالمقْبرَةْ
فرأيْتُهُ والحُزنُ يَذْبَحُ رمْشهُ
يبْكي على طَللِ الرُّبُوعِ المُقْفِرَةْ
يبْكي وفي جَوْف المَحَاجِرِ عتْمةٌ
يبْكي وفي جُرْف الحَناجِرِ غرْغرةْ
اللّه أكبرُ.. قال لي في نَخْوةٍ
تُرْغِي وتُزْبدُ كالمُدَى مُسْتَنْفرَة :
هل حُرمةُ الأقْصي اسْتباحُوا طُهْرَها؟
أدِیارُ غزّةَ قدْ غدتْ مُسْتَعمَرَةْ ؟
اللّهُ أعطاكُم سُلافَةَ خَلْقهِ
أرضَ الكَرامةِ والعَطايا المُبْهِرَة
أرضَ الشّهامةِ والشَّمائلِ والتُّقى
أمْواهُها دُرَرٌ.. ثَراها جوْهرَةْ
والتّينُ والزّيتُونُ في أفيائِها
غُصنُ النّقا.. سُبْحان منْ قدْ صَوّرَهْ
هل صُنْتُمُوها؟ أمْ أبَحْتُمْ هَدْرَها
بِعتُمْ بلا ثمَنٍ رُباها المُزْهِرَة ؟
وتَركْتُم الغِربانَ تَكْرعُ شهْدَها
وتَعُبُّ رَيَّاها بِملْء الحُنْجُرَةْ
أسَفي علَى مَجْدِ العرُوبةِ كيْفَ ضَاعَ
سَبَهْللًا والعُمْرُ أضْحَى مَسْخَرَةْ
ما عادتْ الأسْيافُ تبْرُقُ كاللّمَى
في ثَغْرِ عبْلةَ أو كنَارِ المِجْمَرَة
ما عادَ لي قَلمٌ لأصدَحَ بالهَوى
أكرَى الحَماسُ وسَاحَ دمُّ المِحبَرَة
فلَتَعذرِي حُزْني وهَبَّةَ غضْبَتِي
ما عادَ لي مَجْدؑ هُنا کيْ أخْسَرَهْ
☆☆☆
يا عَنْترَ الأبْطالِ لا.. لا تَعتَذِرْ
مِنْ نبْضِكَ الفَوّارِ نَرجُو المَعذِرَة
حُكّامُنا فِي حَمْأة الأطْماعِ یَسْري
بغْيُهُمْ.. وعَدُوُّنا مَا أحقَرَهْ!
کُلُّ الأفاعِي في السُّمُومِ تنافَسَتْ
عُرْبٌ وغَرْبٌ والشُّرُورُ مُدَبَّرَة
والظُّلمُ صَعَّرَ في الظّلامِ خُدُودَهُ
وسَرَتْ خَفافیشُ الحِمَامِ مُدَمِّرَةْ
لا تَبْتٸِسْ فشُعُوبُنا لا تنْثَني
لا شَيْءَ یَقْدرُ حَقَّها أنَ یَنْحَرَهْ
ما أخْرسَتْ نارُ القنابلِ جذْوةً
فيها وعَينُ العزّ دومًا مُبْصِرَة
سَیَمُورُ منْ جُرْفِ الشّظايا والحُطامِ
شُعَاعُ أنْوارِ الأمانِي المُزْهِرَة
ونَرى السّلامَ على قِبابِ صُمُوِدِنا
يَعلُو ويَغْرِسُ في الأرَاذِلِ خِنجَرَهْ
☆☆☆
لَمْلِمْ مِدَادَك يا يَراعِي واعْتَبِرْ
وكَفاكَ تزْرَعُ في السُّطورِ الثَّرْثرَة
لَمْلِمْ جِراحَك فالحُرُوفُ تبَعثَرَتْ
مَهْدُورةَ الرُّؤْيا برُوحٍ مُقْفِرَةْ
جرّدْ حُسَامَكَ سيْفَ حَقٍّ قاطعٍ
في وَجْهِ مَنْ دَمُّ الطُّفولةِ أهْدَرَهْ
اِشْحَذْ رِمَاحَكَ..قُدْسُنا مَطْعُونةٌ
وقنابلُ الأعدَاءِ مَوْتًا مُمْطِرَةْ
والعزُّ والشَّرفُ الرَّفيعُ على الثَّرَى
ساحَتْ شَمائلُهُ بِسَاحِ المَجْزرَة
ما عادَ همْسٌ في صَباحاتِ النّدى
ما عادَ شِعرٌ في اللّيالي المُقْمِرَة
ما عادَ عِشْقٌ في الأماسِي يزْدَهي
اليوْمَ عِشْقُ القُدْسِ نَعلُو مِنْبرَهْ
اليومَ تَصدَحُ بالنِّضالِ حُرُوفُنا
لتَحُوك بُرْدًا للشّهيدِ و تنْصُرَهْ
اليوْم تَمْتَشِقُ النّصَالَ حُرُوفُنا
فوق المآذِنِ والقِبابِ مُكبِّرَة
الظُّلمُ يُلْقِي فَوْقَ غَزّةَ جَمْرَهُ
فمتَى يُزيحُ العَدلُ نارَ المِجْمرَةْ؟
يا نَارُ كُوني فوقَ غَزّةَ بُهْرةً
مِنْ بَرْدِ سِلْمٍ في الأصَائلِ مُبْهِرَةْ
☆
يَا أحرُفي الغَرّاءَ يا سَيْفي و يَا
صَوْتي لأرضٍ بالدِّماءِ مُعَفَّرَةْ
اليَوْمَ نَضْرِبُ مَوْعدًا لمَخَاضِنا
لا تَخْذُلينِي فالوِلادةُ مُعسِرَةْ
سَنَكُونُ يَومًا للسّلَامِ حَمامَةً
واليَوْمَ كُونِي في المعَاركِ عنْترَةْ☆
《سعيدة باش طبجي ☆تونس》
.
Discussion about this post