Views: 2
عم أحمد
..
رَأَيـــتُ الـثَّـمـانينَ تـضـحكُ بِـشْـرًا
عـلـى وجـههِ فـي الـصَّباحِ وتَـسْعَدْ
وحـيـنَ تـجـيءُ الـظـهيرةُ يـمـضي
حــثـيـثًـا إلـــى حَــائــطٍ، يــتـمـدَّد
وفـــــي رمـــضــانَ أراهُ جـــــواري
يُــصـلِّـي ، وفــــي لــيـلِـهِ يـتـهـجَّد
وتـكـفـيهِ بـعـضُ الـلُّـقَيمَاتِ حـتَّـى
يُــقــيـمَ بــِـهــا عُــــودَهُ إن تــــأوَّد
ومِـن ثَـمَّ يَـسحَبُ خَـطْمَ الـحصانِ
يُـــنـــادِى ، يـــنـــادي ولا يــتـبـلَّـد
وحــيـنَ يــعـودُ إلــى الـبـيتِ لـيـلًا
يــعــودُ بـــرزقٍ قــليــل ، فَـيَـحـمَد
يــنـامُ قــريـر الـجـفـونِ ويـصـحـو
مـــع الـفَـجـرِ يـسـعـى ولا يــتـردَّد
أقــابــلُــهُ كُـــــلَّ يـــــومٍ فــيُـلـقِـي
عَـــلَــيَّ الـتٌَـحـايَـا ولِــــي يَــتَــودَّد
أُداعِــــبُـــهُ بِــــكـــلامٍ لـــطــيــفٍ :
أراكَ عــجـوزًا، أمــا كـنـتَ تَـهـمَد؟!
فـيـنـظـرُ مُـسـتَـغـرِبًا : بَـــل أُريـــدُ
عَـروسًـا ، شـبـابـي بـهــا يــتـجَـدَّد
أُفـتِّـشُ عــن ” سِــتِّ بـيتٍ” وأنـتَ
على العقدِ يا صاحبي سوفَ تشهَد
فـنـضحَكُ مِــن قـلـبِنَا ثــم أمـضِي
ويَـبـقَـى بـشـارِعِـنا “الـعـمُّ أحـمَـد”
يُــنـادي بــصـوتٍ جَـهـيـرٍ : هـلُـمُّـو
إلـى الـخُضرَوَاتِ، اشتَرُوهَا لأسعَد
كــــذا عِـيـشَـةُ الـبُـسَـطاءِ ، نـعـيـمٌ
حَـبـاهُـم بِـــهِ رَبُّــنـا لــيـس يـنـفَـد
فَــيـا رَبِّ هَـبـني الـسَّـعادَةَ، حـتـى
أرَى الــعـمـرَ بـعــدَ الـشَّـقـا يــتـورَّد