Views: 7
نَبِيُّ الهُدى..
بدرٌ تَجَلّى فَسَارَ النّوْرُ في الظّلُمِ
مِنْ بَعْدِ أزْمِنَةٍ ضَجّتْ مِنَ الألَمِ
تَعَاقَبَتْ حِجَجٌ والأرضُ متعبةٌ
تجرُّ أنْفَاسَهَا كالمُدنِفِ الهَرِمِ
يا ليلةً لمْ تَزَلْ بالخيرِ مُشْرِقَةً
سَقَى ليَاليِكَ هَطلٌ وافرُ الدّيمِ
كانتْ طيوفُ المنى تختالُ في طربٍ
يا ما أُحيلاه مِنْ وَعْدٍ ومِنْ حُلُمِ
هذا الرّبَيعُ الذي تَزْهو خَمَائِلُهُ
بالخَيْرِ والبِشْرِ بالآمالِ والنّعَمِ
مِنْ غيمةٍ من حياضِِ الخُلْدِ نَاضحَةٍ
بالمِسْكِ جَادَ بِهَا ذُوْ الجُوْدِ والكَرَمِ
هذا اليتيمُ الذي دانتْ لِحكمَتِهِ
كلُّ الطَّواغِيتِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
صلّى عليكَ إلهُ الكونِ ما عبقتْ
قصائدُ الشّعْرِ بِالأخلاقِ والقيمِ
ومَا بَكَتْ في بلادِ العُرْبِ نَازحةٌ
ولمْ تَجِدْْ لِصَدَاهَا أيَّ مُعْتَصمِ
آمَنْتُ بالله ِ واسْتَمْطَرْتُ رَحْمَتَهُ
وَقَدْ تَمَادَتْ جِيوْشُ الهَمِ بالهمَمِ
حَتّى غَدَتْ أمّةُ الإسلامِ في وجلٍ
تَخَافُ مِنْ كلِّ مأفونٍ ومُنتَقَمِ
يا مَنْ اقَمْتَ لِصَرْحِ العَدْلِ اعْمِدَةً
شيّدْتَهُ بالتّقَى والحُبِّ للأمَمِ
رسالةُ النُّورِ والإيّمَان ِ جِئَتَ بِهَا
سُبْحَانَ من عَلّم َ الإنسان َبِالقَلَم ِ
يا سَيّدَ الحُبِّ نامَتْ في مَضَاربِهَا
جحَافِلُ العُرْبِ والأحْقَادُ لمْ تَنَمِ
ثقافةُ الجَهْلِ مَا زِلنَا نَلُوذُ بِهَا
يَؤُمُّنا كلُّ دَجّالٍ ومنْهزمِ
تئنُّ منْ كلِّ ضلعٍ امّةٌ جَبُلتْ
عَلَى أسَاهَا ولَمْ تَنْبِسْ بِبِنْتِ فَمِ
تَخَطّفَتْهَا وحُوشُ الجَهْلِ ما نَكَثت
عَهْدًا لمَنْ لمْ يراعوا ابْسَطَ القَيَمِ
ياربُّ لولاكَ ما كانَ الضّيَا ابداً
ولا استَقَامَ شُعَاعُ النّورِ في الظّلُمِ
يا عونَ كلِّ طريدٍ لمْ يَجِدْ وطنًا
وغوثَ كلِّ فَقَيْرٍ حَافِيَ القَدَمِ
“مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمًا أَبَدًا
عَلىٰ حـَبِيْبِكَ خـَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ”
محمد الجعمي
ديسمبر 2017
صلى الله عليه وسلم تسليما كتيرا