Views: 12
مُعتّقةُ الضّفائرْ
سكَنَتْ هُنا في الرّوحِ , في الأحلامِ في دفءِ المشاعرْ
وبمُقلتيَّ وخاطريْ وسرائريْ
عبَقَتْ بها أحلاميَ الخضراءُ لمّا زارني
طيرُ المحبّةِ , خيرَ زائرْ!
ولها الحنينُ وما يزالُ مُعطّراً
فالحبُّ مثلُ اللهِ لا بدءٌ وآخرْ
والحبُّ بعدَ اللهِ كلّيٌّ وقادرْ
***
هذي قناديلُ الهوى في كوخِنا , يا زهرتيْ !
من زيتِها , منْ زيتِ زيتونِ الهوى شِعريْ وأحلاميْ السّواحرْ
***
مَنسيّةٌ تلكَ الكرومُ , حزينةٌ تلكَ الخيامُ فلا سوانحَ أو بشائرْ
ويتيمةٌ أحلامُ روحيْ بعدَ روضِكِ , يا مُعتّقةُ الضفائرْ!
كم قلْتُ : أخشى أن تغيبي عن جفونيْ في متاهاتِ الدّياجرْ!
رحلَ الذينَ أُحبُّهم , واستوحشَتْ روحيْ
يا قلبُ قُلْ لي مَنْ تُساهرْ؟!
جفّتْ ينابيعُ القُرى
والقُبّراتُ السُّمرُ مِنْ وطنيْ تُغادرْ
مَنْ قالَ – يا سمراءُ – إنّي قد نسيْتُ
وكم شدَوتُكِ في المنابرْ!
إني أراكِ بأسطريْ
وأكادَ أسمعُ دفءَ همسِكِ في دمي
بأصابعيْ بزوابعيْ
بالموجِ في المِجدافِ
في دمعي المُكابِرْ
وحياةِ عينِكِ , يا ليَا!
لولا جفونُكِ – والهوى – ما كنْتُ شاعرْ
في همسةِ اليَنبوعِ في خفقِ السّنابلِ للبيادرْ
فهواكِ يسري في دمي
بينَ الحنايا في السرائرْ
مَنْ قالَ: يرحلُ حُبُّنا
منْ قالَ تُهزمهُ الزوابعُ والزّلازلُ والزّماجرْ؟!
مِنْ فوقِ ساريةِ النَّوى
سنعودُ – يا وطنَ الهوى-
ما عادَ للأعشاشِ طائرْ
أنا قدْ بقيْتُ بمَوطنيْ صبّاً وداعيةً وشاعرْ
أهلي هنا وترابُ أجداديْ ولهو حفيدتيْ
وخيامُ أترابيْ وعهدُ شبيبتيْ
سُكريْ بأنغامِ السّواقي والرّبا
ونداوةِ الوديانِ
زقو ربابةٍ
وشقاوةُ العُجّانِ مابين السَّواقي والمعابرْ
وعبيرُ أصداءِ المناجلِ في حقولِ القمحِ تصدحُ:
يا بيادرْ!
لو قالَتِ الحاجاتُ: هاجرْ
أنا من هيولى العشقِ مجبولٌ فؤاديْ
مِنْ صدى اليَنبوع مِنْ آهاتِ مُشتاقٍ إلى وطنِ السّواحرْ
أنا لنْ أُهاجرْ
قد يبرقُ الدّولارُ رغمَ بريقِهِ سأقولُ :
يا وحشَ الحضارةِ والتآمرِ والتّغوُّلِ والمجازرْ..
قايينُ أنتَ , وأنتَ مَنْ قتلَ الكرامةَ والمودّةَ والمشاعرْ
قايينُ هذا العصرِ أنتَ , وأنتَ مَنْ قتلَ الأمانيْ
أنتَ مَنْ صلبَ الأغاني في الحناجرْ
والحبُّ مثلُ اللهِ لا بدءٌ وآخرْ
والحبُّ بعدَ اللهِ كُلّيٌّ وقادرْ
ياسين عزيز حمود . سوريا
Discussion about this post