Views: 0
كلمة أخيرة
وتسألين : لماذا خفتُ من غرقي ؟
وأنتِ أدرى بقلبٍ منــــكِ محترقِ
يا للبدايات , كيف الليل نســهره
وعطـر بوحكِ أزكى من شذا الحبقِ
والآن أســــهر ، لا صوتٌ يؤانسني
ولا حديثٌ يواســي صولة الأرقِ
غفا هواكِ , وقلبي ســــــــاهرٌ أبداً
أصارع النوم من وجـدٍ , ومن قلقِ
فهل سلوتِ هوىً في الروح يسكنني
أم اكتفيتِ ؟ وطفل القلب لم يفِـقِ
هــذي قوافيَّ ما زالت تحاصرني
فكيف أنقذ حباً مات من رهَــقِ ؟
تبكي عليَّ حروفي حين أكتبهـــا
ويشهق السـطر من تنهيدة الورقِ
أصحو , وأســكر من طيفٍ يلاحقني
ما عدتُ أسـكر من خمرٍ , ومن عرقِ
ألآن أقتـــــــــل أحلامي , وأدفنها
ما عاد في الروح بعد الهجر من ألقِ
كنتِ التي سكنتْ في كل بارقـةٍ
وفي دمائي , وفي تهويمة الحدقِ
كأنكِ النَّفَس المنســاب في رئتي
وآخر امرأةٍ تشــــــــتاقها طُـرُقي
أودّع الحبَّ , أطوي كل أشـرعتي
وشمس عمري تغيب الآن في الشفقِ
لا تنطريني , فما في العمــر متَّسَعٌ
ولا أرى الضوء حتى آخـــرَ النفقِ
فانسي الغرام الذي قد كان يجمعنــا
وغرّدي في دُنى العشـاق , وانطلقي
وودّعيني بلا دمعٍ , ولا أســـــفٍ
عسى أشيلكِ من روحي,ومن عنقي
ودّعتُ فيكِ نســـاء الكون قاطبةً
لم يبـقَ في القلب إلّا آخرُ الرّمقِ
يا من نذرتُ لها عمــري , وقافيتي
وكنتِ في خافقي دِيني , ومعتنقي
أحتاج عمرين كي أنسى هوىً بدمي
ذاك الذي مثله في الحلْم لم أذُقِ
وتســألين :لماذا الخوف فاتنتي ؟
لأنني لم أزلْ أهــــــواكِ , فلْتثقي
عبد الكريم سيفو – سورية
Discussion about this post