Views: 6
………………………….
منطق الطير
(وجئتك من سبأ)
………………………….
علا ثرياه حتى مطلع الشهب
على جناحي براق الشعر والأدب
سما إلى الشمس في محراب هدهده
بحثا عن الحكمة الملقاة بالخطب
فضاؤه الرحب من أرجاء مشرقه
إلى (موريتانيا) بالمغرب العربي
ومن جنوب بلاد العرب قاطبة
إلى شمال الشمال الطاهر النسب
بدءا من الكعبة الغراء حجته
ومسجد المصطفى في يثرب النجب
يطوف بالقبلة الأولى وقبتها
يشد رحل الهدى في أعظم القرب
في جنة غضة الأفنان باسقة
على ربى التين والزيتون والعنب
لكن أدمعه الحرى همت حزنا
على ثرى الطهر من أرجاس مغتصب
وأغرق الدمع خدي طيره ألما
ماساح أقصاه تشكو لوثة الجرب
ويحكم الرجز حول القدس قبضته
يروم بعث صدى الأزلام والنصب
على بساتين لبنان الجمال رأى
جنات دنياه حسنا شبه مضطرب
وما أتى الأردن الغناء منشرحا
إلا همى الدمع بالصحراء والنقب
فطار متجها نحو العراق على
صدى فراتيه بين الجد واللعب
ليشرب السلسبيل العذب من ظمأ
كواه واحتار للدخان في الحجب
وعاد فورا ليلقى سوريا ومضى
فازداد فيها أسى من شدة الغضب
رأى على وجهها النيران ألسنة
شبت فكيف سيطفي جذوة اللهب?!
فأمطرت أعين الحسناء أدمعها
دما على شامنا أروت ثرى حلب
وغير الوجهة المثلى إلى قطر
فأشرقت من وراء الغيم والسحب
وطار شوقا إلى أرض الكويت لما
رآه في دوحة الدنيا من العجب
فشع وجه الصباح الطلق مبتهجا
بالمجد حتى تسامى أبلغ الرتب
وحط فوق سفين البحر أشرعة
يهفو إلى ملتقى البحرين عن كثب
وفي عمان تراءى سرب موكبه
يميس زهوا على قيثارة الصخب
وفوق برج الإمارات استدار إلى
تلك الأمارات تصديقا لخير نبي
فحط في أزرق السودان مرتشفا
من نيلها عذب ماء المنبع الخصب
فزاده النهر عزما لانطلاقته
وفاض في مصر عند الأبيض اللجب
ولوحت جيزة الأهرام في يدها
لطير (بلقيس) ترحيبا ولم يثب
متمتما أردف التحليق في ثقة
طوى جيبوتي والصومال عن رغب
ولم يقف عندها رغم العناء وما
لاحت له ليبيا إلا على لغب
وقال مستمتعا : بالمغرب التقتا
بشرى جزائرنا في تونس الأدب
وعاد أرض سبا عودا بخير نبا
يقينه داحض للشك والريب
وهاهنا صغت أبيات اتحاد منى
أقطارنا في دروب الفوز باللقب
رصعتها يوم ذكرى عالميتها
فصحى هويتنا بالماس والذهب
على لسان سفير الطير من وطني
حلقت فوق بساط الريح بالكتب
على أماني اتحاد الروح في جسد
عصاه أبناء أمي في سقام أب
وأشعلوا قلبها نارا بما ارتكبوا
فيما جنته يدا حمالة الحطب
أنى سيستصلح الزراع واحتنا
كي تثمر النخلة الحمقاء بالرطب?!
لما ولن يرجع العز التليد لنا
ماأنف ناقتنا أدنى من الذنب
وسيف كيد الأخ المسلول يرقبنا
وسيفنا صادئ في غمده الخشبي
والأشهر الحرم الفضلى على دمنا
تبكي ويسخر عيد الحب من رجب
أقطار أمتنا الفصحى بما رحبت
توحدي ترفعي شأنا لكل أبي
حثي خطا السير في روح الإخاء على
جوامع الكلم الأصفى مدى الحقب
……………………
بقلمي / علي الباز
2022/1/1 م
Discussion about this post