Views: 5
صوتٌ من المرآة :
وسمعتُ صوتاً صارخاً بي : قد كفى
في صورة المرآة صاح معنّفا
ماذا يضيرك لو نظرت لبرهة ٍ
ورأيتِ مافعل الزّمان وخلّفا
ولتسألي المرآة عن حسنٍ ذوى
واستنطقيها عن جمالٍ قد عفا
يخبرك أنّ الحسن يوماً زائلٌ
مهما ننادي أن يعودَ ونهتفا
قد كان شَعري مثل شَعرك أسوداً
واليوم يغزوني المشيب مُطوّفا
وسهام هذا الدّهر صادت وجنتي
تركت تجاعيدا ووجهيَ أُتلِفا
أوفيت عهدي للغواية والهوى
لكنّ دهري بالسّعادة ماوفى
أنفقت عمري في معاشرة الدّنى
قد كان قلبي في هواها مدنفا
وظننت أنّ الحسن سوف يدوم لي
لكنّه قد غاب عنّي واختفى
مهلاً فتاتي وارفقي إنّ الذي
أرخصت في زمن الشّباب تكلفا
يوماً سيرحل ساحباً منك الصّبا
لا لن يدوم لك الجمال مرفرفا
يمضي قطار العمر نحو نهايةٍ
ويحقّ أن تبكي العيون وتذرفا
لتكن فعائلك الكبار شواهداً
بالحبّ والأخلاق حسنك قد صفا
ماحاز من حاز المفاخر والعلا
إلا وكان بها أجلّ وأشرفا
ودعي المرايا عنك تحكي قصّةً
لسماعها يسعى الجميع تلهّفا
ريحانة الشام مريم كباش
بوح الصورة
مشاركتي في عيون اللغة العربية
Discussion about this post