Views: 7
(طفلٌ سوريٌّ يقرأ كتابا في حاويةٍ للنِّفايات)
(حسين) الطفلُ السُّوريُّ اللَّاجئ في لبنان اصطادته (كاميرا) التَّصوير وهو مستغرق في قراءة
كتابٍ في حاويةٍ للنِّفايات وجد الكتاب فيها، فكانت هذه الأبيات:
حـسـيْـنُ طِــفْــلٌ صـغـيــرُ ولاجـئٌ مُــسـتَـجـــيــرُ
يـرجــو بــقــايــا طــعـــامٍ لـلحــاويــاتِ يَـســيــرُ
فــقــد يَــرى قــوتَ يَـــوْمٍ وقــد تَـعــزُّ الـقــشــورُ
قـد أدمَـن الـبَـحــثَ فـيـهـا فالـفـقـرُ وَحشٌ خـطيـرُ
يَجـوع، يَعـــرى شُــهـورًا يَكـويهِ فـيـهـا الهَـجـيـرُ
فــمــا لَـــــديْــــهِ قـــروشٌ ومــا لَــديْــهِ نــقـــيــرُ
قــد قــرَّحَــتْــه الــلَّــيــالي وقـد جَــفـاه الـسُّــرورُ
فـاسـوَدَّ وَجـــهُ زمــــــانٍ أمــامَـه والـضَّــمــيــرُ
هـو الـصَّغـيـرُ الـمُـعَــنَّى جَــفـاه عَـيْــشٌ وثـيــرُ
فـيَـوْمُــه يَــوْمُ نــحــــسٍ مـا فـيـهِ إلَّا الـزَّفــيــرُ
ألــفــى كِــتــابًـا جَـمـيلًا بـيـن الـبــقـايـا يُـنــيـرُ
فـانـقـضَّ يَـهــوي إلـيْـهِ كـمـا تغــيـرُ الـنُّـسـورُ
وراح يَـقــــرا مَــلِــيًّـــا مُـستغـرقًـا يَـسـتـنـيــرُ
واستـيْـقـظ الحُـلـمُ فـيـهِ فـلـلْـكــــتـاب عــبـيــرُ
وإنَّــــــهُ لَــســمــــيــرٌ في حـيـن عَـزَّ السَّميـرُ
تـذكَّـرَ الـصَّـفَّ يَـوْمًـا والـصَّـحـبُ فيه كـثـيرُ
والعِـلْـمُ يُـهْــدى إلــيْـه يَطيـبُ فـيه الـشُّـعـورُ
فــراوَدتْــه الأمـــانـي وهــامَـسـتْـه الـزُّهـورُ
ورفـرَفَ الـشَّوْقُ فـيهِ كـمـا تَـرِفُّ الطُّـيــورُ
هـذا هـو الـقـوتُ حقًّا ولـلـمَـعـالي سَــفـيـرُ
فـكـمْ تـــأذَّى بــفَــقْـدٍ لـلْـعِـلْـمِ فيه المَصيـرُ
والـيَـوْمَ وافى بَـهِـيًّـا حَـبـيــبُـه والحــبـورُ
فـنـادَمَـتــه مَـعــانٍ وغــازلَــتْـه سُـطـورُ
وكـان أحـلى لــقـاءٍ فاصطادَه الـتَّصويـرُ
وقـال كِـلْـمَـةَ حَــقٍّ إنَّ الـكـتـابَ لَــنــورُ
ولستُ أرميهِ يَـوْمًا إلى الـفـنـاءِ يَـصـيـرُ
محمد عصام علوش
19/1/2022م
Discussion about this post