Views: 3
(أبو فَلَّة ـ حسن سليمان) هذا الرَّجلُ الكويْتيُّ الشَّهمُ الشُّجاع صاحبُ المُروءة آلى على نفسه أن
يجمع أحدَ عشَرَ مِليونَ دولار للَّاجئين المُتضَرِّرين من بَرد الشِّتاء القاسي في أنحاء العالم، فكان
له ما أراد، وقد نظمتُ له هذه الأبياتَ لعلَّها تفيه بعض ما يستحقُّه من الثَّناء:
يُـسَـخِّـرُ اللهُ بَـعـضَ الـنَّـاسِ لـلـنَّـاسِ ويَـمـنـح اللهُ نـفـسًـا فـيْـضَ إحـســاسِ
تَـــرِقُّ إمَّـــا رأتْ قـلْـبًــا يُـقـطِّــعُــه جَــوْرُ الـلَّـيــالـي كـتـقـطـيـعٍ بأمـواسِ
وتَــســتـجــيــبُ لآلامٍ تُـشــاهِـــدهـا فيها المعاناةُ مـثـلُ الـضَّربِ بـالـفـاسِ
بعـضُ الـنُّـفـوسِ بها نورٌ يُـبَـصِّرها في عَـتـمَـةِ الـزَّمَـنِ الـمَمزوجِ بالـياسِ
هــذا (أبـو فَـلَّـةٍ) والـخَـيْــرُ دَيْــدنُــهُ يَـمــتـارُ جَــذوةَ نــارٍ بــيْــن أقــبــاسِ
فـيُـطلِـقُ الحملةَ الـمَـيْـمـونَ طالِعُـها: “لِنجعلِ الدِّفْءَ يَـمحـو بَـردَه الـقـاسي”
إن كان قَـرُّ الـشِّـتاءِ الـزَّمهريرِ عَتا ففي الـمـروءاتِ تخفـيفٌ على الـنَّاسِ
أوْ كـان في ريحهِ الهَـوْجـاءِ كارثةٌ فـإنَّ لـلـجـــودِ فـــوْحَ الـــوَرْدِ والآسِ
مَـن ذا يُـسـاعِـدُ أطــفـالًا بـلا جُـدُر ولا بـيــوتٍ أقــيــمَـــتْ فــوْق آسـاسِ
بـاتـوا جِـيـاعًا بـلا قـوتٍ يُـسكِّـتهمْ ولا شـرابٍ يُـديــر الـمـاءَ في الكـاسِ
باتـوا عـراةً فـلا أبْـرادَ تـسـتُـرهُـمْ يَـهُـدُّهُـمْ سَــقَــمُ الأبـــدانِ والـنَّــاسي
باتوا حفاةً ووَحلُ الأرضِ يُرهِـقُهُمْ كـأنَّـهُـمْ خُــلِـقــوا في جُــبِّ إتـعــاسِ
تجَـمَّـدَتْ فـيهـمُ الأطرافُ تحسبهُـمْ كـمـا الـتَّـمـاثـيـل قـد ضنَّـتْ بـأنـفاسِ
فجـمَّـع الألـفَ مِـلْـيـونٍ يُعاضِدُها عَشرُ الـمَـلايـيـنِ قـد أفـضتْ لإيـناسِ
هذا هو الطُّهْرُ طهْرُ النَّفسِ يَدفعها لِـتُـرجِـعَ الـنَّـبـضَ حـيًّـا بَـعـد إبساسِ
كـأن في قـلْـبـهِ مـيــثـاقَ خـالِــقِـهِ ألا يُــفـــرِّقَ يَـــوْمًـا بـيْـن أجــنــاس
شتَّـان بـيْـن جَـوادٍ طابَ مَـعـدِنُـهُ فكان شَـهْـمًـا رحـيـم الـقلـبِ كالآسي
وبَـيْـن نـذلٍ خـلا من كـلِّ بـارقـةٍ تــراه يَـضـربُ أخـمـــاسًـا لأســداسِ
قد وظَّفَ العِـلْـمَ في تحقيقِ أمـنيةٍ تُحـيي الضَّعيفَ كمُهْدٍ عِـقـدَ ألْـمـاس
بوركتَ يا رجلًا دامَـتْ فـواضِلُهُ كأنَّـه في الـنَّـدى حربٌ على الـبـاسِ
ما أنتَ إلا شُعاعُ الشَّمسِ مبتسمًا في زمــرةٍ بــيْــن أجــوادٍ وأكـيـاسِ
محمد عصام علوش
21/1/2022م
Discussion about this post