الشاعر إبراهيم عواوده / طُوبَى لقلبِكِ

Views: 21

طُوْبَىٰ لقلبِكِ

عَيْنـاكِ، والنِّـيــلُ، والتَّـاريــخُ، والهَـرَمُ
دُنْيـا مِنَ الحُسْـنِ لا يَـنْـتَـابُـهــا الهَـرَمُ

أقْبَلْـتِ والـبَــالُ خـــالٍ مِـنْ بَـلابِـلِـــهِ
ورُحْـتِ والصَّــدْرُ بَـحْـــرٌ مـائــجٌ عَــرِمُ

أَيْقَظْتِ فـي تائِبٍ شَـيْـطـانَ صَبْوَتِــهِ
أَيَّـامَ كـانَتْ جِـمَــارُ القَـلْـبِ تَـحْـتَــدِمُ

رسَمْتِ في أُفْقِـهِ شَـمْسَ الأَصيلِ كمـا
رأَيْـتِـهـــا فَـوْقَ خَـدِّ الـنِّـيْــلِ تَـرْتَسِــمُ

فـمــا دَرَيْـتُ وقَــدْ أُشْـرِبْـتُـهــا ذَهَـبَــاً
مُسَـوَّغَـاً كيفَ يَـجْـري في العُـرُوقِ دَمُ

أَشْرَقْتِ في خاطِـري نَجْماً يُشـاغِبُنـي
وبِـتِّ فـي خافِقـي حَـرْفــاً لَـهُ نَـغَــمُ

أَهْدَيْتِنـي مـا تَمَنَّـتْ قَـبْـلُ مَحْبَـرَتـي
مِـنَ الـلآلِــىءِ، فاسْتَغْنـىٰ بِـكِ القَلَــمُ

وراحَ يَـلْـظِـمُـهــا عِـقْـداً بِخَـيْــطِ مُنىً
حَدِيْـثَــةِ النَّسْـجِ، أَهْداهـا لَـهُ الـقِــدَمُ

مِـنْ مَعْبَـدٍ في رِحَابِ الأَقْصُـرِ اخْتَزَنَتْ
جُـدْرانُــهُ العِشْـقَ، تَـرْوِيِـــهِ يَــدٌ وفَــمُ

وبـاتَ صَوْتُـكِ صِـنْــوَ النَّايِ يَحْمِلُنـي
علـى جَـنــاحٍ مَـدِيْـــدٍ رِيْشُــهُ حُـلُـــمُ

طُـوْبَــىٰ لِقَـلْـبِــكِ خَـفَّــاقــاً لَـهُ لُـغَــةٌ
تُغْـرِي، وتَسْـخو على قلبـي بِها دِيَــمُ

بريتوريا، أيَّار ٢٠٢١