Views: 5
يطولُ بيَ التَّرقبُ في اللَّيالي
ولا يدري بحزني أو بحالي
وأحلم أن سيأتي بعد حينٍ
فأفرح بالتَّلاقي والوصالِ
على الأبواب قد علَّقتُ أُذْني
وعين القلب تنظر بانشغالِ
يضجُّ بدمعه ليلُ اختناقي
بصدري ثورةٌ للانفعالِ
يُجَيِّشُ نحو خفَّاقي حنينٌ
جيوشاً للقتال بلا قتالِ
أُحَدِّقُ في شبابيك التَّمنِّي
وألثم صورةً خلف الظِّلالِ
أناجي حيرتي وذهول روحي
وفي الأضلاع بركان اشتعالِ
وعمري اليوم أحياه بقهرٍ
وجند البؤس تمعن في احتلالي
غراب الفقد ينعق في دياري
ذئاب الخوف تنهش في تلالي
وعاصفة الحروب تدور فينا
وأشرعتي مًمَزَّقةُ الحبالِ
وقارعتِ الخطوبُ السُّودُ أرضي
بقارعة المصائب والنّكالِ
مهولٌ ماجرى فينا مهولٌ !
أصاب الأمن في سهم اغتيالِ
رماني الدَّهر بالفقدان رمياً
وتشهد لوعتي لسع النِّبالِ
ويوجعني انتظارٌ كلَّ صبحِ
وفي الإمساء أفقد لاحتمالي
تلاعبُ بي الخواطرُ في رحاها
وتصرعني الظَّنون بلا جدالِ
بلا روحٍ أعيش .. بلا حياةٍ
على الذّكرى أعيش على الخيالِ
وهذا الفقد ينفث بي جنوناً
ويرميني إلى مرضٍ عضالِ
على أمل التَّلاقي عشت يومي
سأزرعه لأعوامٍ طوالِ
فصورتك الجميلة ماء روحي
وتسقيني الأماني في اللّيالي
أيا ولدي ! وملءُ الشَّوق قلبي
ستبقى عالياً فوق الرِّجالِ
فما كان التَّباعد نصب عيني
وهذا الفقد لم يخطر ببالي
أنا لم يبق منّي غير هذا
عذابي .. دمع عيني وابتهالي
وأشواكٌ وآهاتٌ بصدري
وحزنٌ صُبّ في دمعي المُسالِ
وصوتٌ فرَّتِ الكلمات منه
وصمتٌ ساكنٌ وجع السُّؤالِ
وكلّ العمر دونك صار زيفاً
فأنت الحبُّ تجري في خلالي
قلوب الأُمَّهاتِ كمثل قلبي
تموتُ بحسرةٍ دون اقتتالِ
فبعض النَّأي تعذيبٌ وبؤسٌ
وبعض البعد يلبس للضَّلالِ
وبعض البين تحكمهُ ظروفٌ
وجرح الفقد يؤلم كالنّصالِ
حبيبي ! هاهنا مازلت تحبو
هنا تمشي .. وتلعب بالرِّمالِ
وتركض نحو حضني في عناقٍ
كطفلٍ جاء يحظى بالدّلالِ
على الحيطان وجهك والمرايا
وتشرق بالحلاوة والجمالِ
أياربَّاهُ ! قلبي اليوم يبكي
بدمعٍ فاق أنواع المقالِ
فأرجو ياإله الكون عوناً
وأسعد مهجتي ياذا الجلال
وياذا الجود حقّق لي رجائي
أيا ربّاهُ يانعم اتّكالي
تقلّبني المواجع في رحاها
وتقذفني إلى ركن المحالِ
فخذ ياربُّ روحي .. خذ عيوني
وخذ عمري فداءً للغوالي
فما نفع الحياة بغير ابني ؟
ويوم يعود لي يوم احتفالي
Discussion about this post