Views: 9
مُهداة إلى ولدي الحبيب الدكتور/ صافي هبرة بمناسبة تخرجه من كلية طب الأسنان.
(عَزْمٌ وإقْدام)
بِالفِكْرِ لا بِالصَّارِمِ الصَّمْصامِ
حَقَّقْتَ ما تَرْجو مِنَ الأَحْلامِ
لَمْ تُخْطِيءِ الهَدَفَ الذي عايَنْتَهُ
أدْرَكْتَهُ بِالعِلْمِ دونَ سِهامِ
صَوَّبْتَ مُلْتَمِساً ورُحْتَ مُسَدِّداَ
نَحْوَ الفَلاحِ فَكُنْتَ نِعْمَ الرَّامي
واصَلْتَ لَيْلَكَ بِالنَّهارِ مُكافِحاً
لَمْ تَسْتَكِنْ لِهَوىً وطِيبِ مَنامِ
أبْدَيْتَ في مَسْعاكَ هِمَّةَ ماجِدٍ
مَجْبولَةٍ بالعَزْمِ والإقْدامِ
حتى اعْتَلَيْتَ السَّامِقاتِ مَفازَةً
وتَرَكْتَ سَفْحَ الطَّوْدِ لِلنُّوامِ
لاشًيءَ في الدُّنْيا أشَدُّ ضَراوَةً
مِنْ سَطْوَةِ الأطْراسِ والأقْلامِ
سافَرْتَ تَلْتَمِسُ النَّجاحَ مغالباً
غَدْرَ الزَّمانِ ووطْأَةَ الأوْهامِ
واليَوْمَ عُدْتَ مُظَفَّراً ومُتَوَّجاً
بِنَجاحِكَ المَيْمونِ فَوْقَ الهامِ
تَجْني ثِماراً بِالثَّباتِ سَقَيْتَها
والصَّبْرِ والتَّحْصيلِ والإلْمامِ
ها قَدْ مَضى زَمَنُ العَناءِ كَأنَّهُ
وهْمٌ وأضْغاثٌ مِنَ الأحْلامِ
وغَدَوْتَ يا صافي طَبيباً تَعْتَلي
قِمَمَ النَّجاحِ بِعَزْمَةِ المِقْدامِ
ماخابَ فيكَ تَوَسُّمي أبَداً ولا
خابَتْ على طولِ المَدى أحْلامي
اليَوْمَ قَدْ حَلَّ السُّرورُ بِدارِنا
والدَّمْعُ مِنْ فَرْطِ السَّعادَةِ هامِ
وتَبَسَّمَتْ أقْدارُنا بِوُجوهِنا
أمَلاً أطَلَّ كَوَجْهِكَ البَسَّامِ
فَلَكَ التَّهاني الخالِصاتُ أسوقُها
مَصْحوبَةً بِالحُبٍّ والإعْظامِ
أوصيكَ يا وَلَدي فَخُذْ بِوَصِيَّتي
واعْمَلْ بِها في قادِمِ الأَيَّامِ
كُنْ مُزْنَةً تُحْيِ القُلوبَ مِنَ الوَنى
كُنْ مُنْجِداً كُنْ كَوْثَراً لِلظَّامي
كُنْ بَلْسَماً لِلْمُدْنَفينَ ومَوْئِلاً
كُنْ في العَطاءِ إمامَ كُلِّ إمامِ
واجْبُرْ قُلوبَ البائِسينَ وخُصَّهُمْ
بِالجودِ والإحْسانِ والإكْرامِ
فَلَدَيْكَ مِنْ شِيَمِ المُروءَةِ والنَّدى
والنُّبْلِ والأخْلاقِ خَيْرُ وِسامِ
ولَدَيْكَ كَنْزُ مَكارِمٍ قَدْ حُزْتَها
إرْثاً عَنِ الأْخْوالِ والأعْمامِ
فاعْمَلْ بِها تَنَلِ السَّعادَةَ والرِّضا
دَوْماً وتَدْفَعُ لَوْمَةَ اللُّوامِ
واشْكُرْ لِمَنْ أعْطاكَ مِنْ آلائِهِ
وجَزاكَ بالإحْسانِ والإنْعامِ
واجْعَلْ كِتابَ الله نوراً هادِياً
يُنْجيكَ مِنْ ظُلَمٍ ومِنْ ظُلَّامِ
واعْلَمْ فَكُلُّ كَبيرَةٍ وصَغيرَةٍ
في الكَوْنِ لا تَخْفى عَلى العَلاَّمِ
سَأظَلُّ أدْعو الله جَلَّ جَلالُهُ
طَمَعاً بِكُلِّ فَريضَةٍ وقِيامِ
أنْ لا تُصيبَكَ شِدَّةٌ أو مِحْنَةٌ
في قادِمِ الأيَّامِ والأَعْوامِ
وبِأَنْ يُحيطَكَ مِنْ عَظيمِ عَطائِهِ
بِسَعادَةٍ مَوصولَةٍ بِدَوامِ
فالحَمْدُ للهِ الذي مِنْ فَضْلِهِ
أحْرَزْتَ خَيْرَ مَكانَةٍ ومَقامِ
وصَلاةُ رَبِّي والسَّلامُ على الذي
كَمُلَتْ بِهِ الأَخْلاقُ مِسْكُ خِتامِ
شعر : حيَّان مصطفى هبرة
Discussion about this post