Views: 9
قائمة فارغة
هذه السماء لاتشبه السماء هناك
المطر يستحضر الموقد، المدفأة، الشال الصوفي، لكنه هناك استحضر مواويلًا نهدية، لها نكهة البكاء وقهوة باردة نسيها صاحبها وهو منهمكٌ بفتح علبة تنك نسي علبة التنك وانشغل بلفّ أصبعه النازف.
وامرأة تحيك كنزة من صوف، أُعيد تدويره للمرة الرابعة،
فكانت النتيجة ملبّدة كوجه عابس.
تفتح التلفاز، كان في وجهها نهاية إعلان يقول: كل أمنياتك عندنا عزيزي المشاهد فاتصل بنا.
جلست أكثر من ساعتين تحاول الاتصال والخطّ مشغول، وبالنهاية يردّ أحدهم غاضبًا: ما هذا الإزعاج!؟
تكتشف أنها قد أخطأت بالرقم، يفاجئها الرجل بعبارة:
غزل البنات الذي صنعته، تشكل غيمات اليوم.
أقفلت الخط، وأقفلت كلمات الأمنية معها.
وتداركت الموقف بدموع محبوسة، وجريدة مبلّلة في الشرفة تعصرها، تساقط منها كل كلمات الجدل العقيم والحكم التي نالت الإعجاب وبعدها نالها غسيل سريع من الذهن.
تماهت مع عصرتها لدرجة نسيانها فتح قبضتها لنهار ثان.
هذه الليلة وسادة فارغة، والسماء تعاني من فجوة في منتصفها.
تردد بضحكة باكية:
إياك أن ترمي زيت القلي
خلطة سحرية للبهارات، وقناع للوجه يعيد الشباب
ما أصعب أن يكون بداخلنا خلّاط لملايين الأشياء، ونحن نشدّ شفاهنا للابتسام.
سأشرب قهوته التي بردت كالعادة لأوفر غلوة.
صباح سعيد السباعي
Discussion about this post