Views: 2
حكاية حارس
ــــــــــــــــــــــ
من أمام بابه
المطلّ على نافذة حجرتي،
حارس العقار
جالس مع ظلّه:
يشدّ أنفاس عمره الهارب،
يرثي
صباه الموؤود
وبشائر قريته البتول،
يبكي على أطلال
أوّل حبّ شيّده بين ضلوعه،
يلملم هشيم حظّه المعاق،
يحتسي مزاح أبنائه الرّديء
يستقّل بشاشته النحيفة
ويُركّب يوميّات أبيه
على ملامح يومه…
كلّ ليلة
حين يشتدّ حزنه القارس
وتلفعه أعباءه الخانقة
يحشر ذكرياته في حلق حزنه الواسع
ويتقيّأ موت أمه
وأثداء أمّهات بديلة…
يتقيّأ من باعوه في سوق العمل
لتجّار المدنيّة
بأبخس عمر..
يتقيّأ
وجه زوجته المنّانة،
تفكّك أسرته،
قمامة الطّابق السابع
المفرط في شرب الخمر،
صاحب العقار النّخّاس
الذي يراوده ليبيعه جسد ابنته،
أهله العالقين في قائمة هاتفه السوداء
ونفاد رصيده من الصّداقة…
يتقيّأ الأبواب المؤصدة
والمصعد،
المتواطئ مع الدّرج،
بحجّة أوقاته المعطّلة
يتقيّأ هواجسه التي تزفّه للضّياع.
غداة آخر ليلة من لياليه المتوعّكة
رأيته ممتلئا بالغرابة
ولا أصوات تنبعث من حلقه !
خرج عاريا من الحراسة،
أغلق صراخه بصمت متين
ثمّ حمل أغراضه ومضى
معتزلا ظلّه المنتظر أمام الباب.
Elham Oraby
Discussion about this post