Views: 2
رحم الله أمواتنا وأمواتكم .. على حافةِ المقبرة وقفتُ أناجي الرّاحلين فقلت : _
يُلوِّحُ الشَّوقُ بَينَ الحِينِ والحِينِ // فَتدمَعُ العَينُ إنَّ الشَّوقَ يُبكينِي
مِن أوَّلِ الليلِ أمسَى ثَغرُ ذَاكِرَتي // يَبوحُ وَجداً وَأضحَى الصَّمتُ يُضنينِي
كَيفَ اصطبَاري وَدمعِي فَاضَ مِن لَهَفٍ // تَنهَّدَ الحُزنُ في صَدرِي فَيُشجِيني
قَد غَابتِ الشَّمسُ قَلبِي الآنَ مُنطَفئٌ // غَابَ الأحبَّةٌ أنفَاسُ الرّياحِينِ
إنَّ الكّرَى هَاجَرَ الأجفَانَ مُكتَئبَاً // كأسُ الفِراقِ أسَى الأشواقِ يَسقِيني
فأدبرَ الصَّبرُ والسِّلوانُ أتعَبَني // كأنَّما العُمرُ للأحزَانِ يَرميني
ضَوءُ البيوتِ عَنِ العَينَينِ قَد أفِلا // لَمْ يَبقَ مِنْ بَعْدِهم غَيرُ الدَّيَاجِينِ
يَا وَحشةَ الرُّوحِ والأعصَابُ رَاجفةٌ // كَأنَّ فِي القَلبِ نَغزاتِ السَّكاكينِ
والطَّيرُ يَشدُو خُمُودَ النُّورِ فِي ظُلَمٍ // إنَّ الذّي بالنَّوَى أبكَاهُ يَكوينِي
كَمْ نَجمَةٍ غَادَرتْ صَوبَ السَّمَاءِ رُؤىً // والأرضُ تَلبسُ أثوَابَ الجَثَامِينِ
Discussion about this post