Views: 4
(طرائف لغوية)
ـ الفرق بين الوامِقِ والعاشق ـ
الرّياشيُّ هو العبَّاسُ بْنُ الفرَجِ أبو الفضلِ الرّياشيُّ، كان والده مولى لرجلٍ
يقال له رياشٌ، فبقي عليه نسبه، وكان راويةً للشِّعر، ومن كبارِ النُّحاةِ
وأهلِ اللُّغةِ في البصرة، أخذ عن الأصمعيِّ، وكان يحفظ كتبه وكتب أبي زيد…
حدَّث ابن دُرَيْدٍ قال: سألتُ الرّياشيَّ عن الوامِقِ والعاشقِ… فقال: أخبرَنا
الأصمعيُّ عن أبي عمرو بنِ العلاء، قال: نزل عثمانُ بنُ قيْسٍ مكَّةَ على
أروى بنتِ كريزٍ أمِّ عثمانَ بنِ عفَّانَ… فأكرمتْ مثواه، فرحلَ عنها، وأنشأ
يقول:
خَـلِّـفْ على أروى السَّلامَ فإنَّما جـزاءُ الـثَّـويِّ أنْ يَعَـفَّ ويَحمَدا
سأرحلُ عنها وامِقًا غيْرَ عاشقٍ جزى الله خيْـرًا ما أعَفَّ وأمجدا
قال ابنُ دُرَيْدٍ: ولمْ يزدني على هذا الجواب، فسألتُ أبا حاتمٍ، فقال: المِقَةُ:
مَحبَّة الوالدِ لولده، والأخِ لأخيهِ، والصَّاحبِ لصاحبه، والعِشْقُ: عِشْقُ
الرَّجُلِ المرأةَ للحبِّ والنِّكاح.
(معجم الأدباء لياقوت الحموي ج4 ص1484 بتصرُّف)
قلت: وبهذا التَّفسير لم يُجز بعضُ العلماءِ إطلاقَ (العِشْقِ) في حقِّ اللهِ
تعالى، وفي حقِّ رسوله عليه أفضل الصَّلاةِ وأتمُّ التَّسليمِ؛ لأنَّ العِشْقَ عند
أهل اللُّغة لا يكون إلَّا لِما يُنكَحُ، وفيه المحبَّةُ مع الشَّهْوةِ، ولأنَّ هذا اللَّفظَ
لم يَرِد في شيْءٍ من نصوص الوَحيِ، ولا على لسانِ أحدٍ من الصَّحابة
رضي الله عنهم أجمعين، وإنَّما جاء اللَّفظُ بالمحبَّةِ، كقوْله تعالى: “فسَوْفَ
يأتي اللهُ بقوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونه” ولبعض المتصوِّفة تفسيراتٌ أخرى. والله
أعلم.
محمد عصام علوش
8/2/2022م
Discussion about this post