الشاعر عقيل الماهود / أصحابُ الديك

Views: 15

ــــــــــ أصحابُ الدّيك ـــــــــ
تَـعبَـــت دجـاجتُـنــا وأعيــاها الأرَقْ
والدّيكُ مِن فَرطِ المَعاصي في غَرَقْ

في كُلِّ يــومٍ صارَ يَـسرِقُ بيــــضها
وهي التي تَـدري يَقيـناً مَن سَــــرَقْ

والقَريَــةُ الصَّـمــاءُ تَــرقُبُ صَـــوتَهُ
عندَِ الصَّباحِ وصُبحُهمْ صـارَ الغَسَقْ

يَـــتلاوَمـــونَ إذا تَــسرمَــدَ ليــلُهمْ
ويُمَــجِدونَ الدّيكَ لو حَـرفاً نَــطَـقْ

وكـأنّ أرزاقَ السّــــــــماءِ بـــــــكفّهِ
لايـــــأبـَـهونَ لخــــالِقٍ فيــــما رَزَقْ

قد بـــــاتَ يَـعلمُ ديــكهُمْ بنِفــاقِهمْ
فيَــسُبّـهُمْ عَــلَنـاً بأنــواعِ الحَمَــــقْ

جَعلـــوا لـهُ عَــرشاً فصـــارَ نَبيَّــهم
يَتَزاحَمون على المَواضعِ لو بَصَـقْ

مُتَــخايــلٌ كالبـــازِ يَـــنظرُ نَـــفسَهُ
فهـو الذي لَو قــالَ زُوراً قـد صَدَقْ

وهـو الذي جَــعَلَ الحِمــارَ جَـليسهُ
فالقَـولُ ما قــالَ الحِـمارُ ومـا نَـهَقْ

مَن رامَ نُصحَ الدّيـكِ يُـقطَـع رأسُـهُ
فالعَقلُ صـارَ مُشَــرّداً مِثـل الشّفَـقْ

أنّى لأفــــــراخِ الدّجـــاجِ كــــرامـةٌ
إن سـاسَهُم ديكٌ عن العَقلِ افـترَقْ

بــاتت حُقولُ القَمحِ تنعى حُـسـنها
يـــومَ انبَرت عنها تـــباشيرُ الـودَقْْ

يـــاآكلاً خُبــــزاً بِـــجُبنٍ لا تَـــــسَل
عن رحمــــةٍ للهِ نــــالَت مَن سَــبَقْ

آلت إلى الحِرمـــانِ كفٌّ مُـــــرجِفٌ
لايعتَــــلي الأمجـــادَ إلا مَن طــرَقْ

**عقيل الماهود *العراق