الشاعر محمد سمحان / كلُّ الخساراتِ إلا أنتَ

Views: 13

كــلُّ الخســـاراتِ إلّا أنـــتَ تُحْتَـــمَلُ
أو المَلَــــــذَّاتِ إلَّا فِيــــــكَ تَكْـــــــــــــَتَمِلُ
ومَــا النَّعيــمُ إذا ما كنــــتَ يا وطَني
ومَــا الحَيــــاةُ ومَــا الأوْطــــانُ والــــدُّوَلُ
مُذْ غِبْتَ عنِّي وعَيْشي لا يَطِيبُ وإنْ
أُعْــــطى سِـــــواكَ فــلا مِثْـــلٌ ولا بَــــدَلُ
طوَّفْتُ في الأرضِ عَلِّي ألْتَقي عِوَضَاً
عنْ دِفْءِ حِضْـــنِك أنَّــى كُـــنْتُ أنْـــــتَقِلُ
يا جنَّــةَ الخُلْدِ والمَــأْوى وكيْـــفَ لِمَنْ
ضاقَتْ بهِ الأرضُ عنْ أرْضٍ هيَ الأَمَــلُ
منْ عـــاشَ مِثْـــليَ مَنْفِيَّاً بِلا وَطَــنٍ
كهــائِمِ الطَّيْـــرِ في الآفـــــاقِ يَــــــرْتَحِلُ
يسْعى ويسْعى إلى وَصْـــلٍ وتَخْــذِلُهُ
كُــــلُّ البِــــلادِ فَـــلا يَدْنُــــو ولا يَصِـــلُ
وحَــوْلَهُ أُمَّــــةٌ بَــــاعَتْ كَـــرامَتَها
وشـــتَّتَتْــها على أهْــــوائِها السُّــــــــــبُلُ
واسْتَبْدلَتْ عِلْمَها بالجَهْــــلِ فاتَّخَذتْ
مِنْ خصْمِها صــاحِبا جــادَتْ بهِ الحِيَــلُ
وأسلَمَتْ لِزُنــــاةِ الأرضِ عِفَّــــتَها
يـــــا للدَّيـــاثةِ لا عيْـــــبٌ ولا خَجَـــــلُ
واستَقْبَلَتْ بالرِّضى الطَّاغِي عَوَاصِمُهمْ
يهـــودَ خيْـــبَرَ واعْتَـــزوا بِمـــا فعَلــوا
هيَ (اليَمــامةُ) في تاريــــخِها عِبَرٌ
لِمَنْ عن الدِّيـــنِ والتَّاريـــخِ قدْ ذَهِلـــوا
وقرْنُ شَيْطــانِها تُنْــــبِي بهِ نُــــذُرٌ
فالكُفْــرُ والمَيْــنُ والتَّدْلِيــسُ والدَّجَـــــلُ
وصَفْعَةُ القَرْنِ من أُولَى مَهَـــــازِلِهِ
يُديــــرُ دفّتَــــها الأوْغــــــادُ والهَـــــمَلُ
للقُدسِ ربٌّ وأبْطـــالٌ تُحَـــــرِّرُها
ولــــنْ يُضَيِّــــعُها الأنْـــــذالُ والسَّــــفَلُ
والنَّصْرُ في سُورةِ الإسْراءِ نَقْرَؤُهُ
وليْــسَ في الوَعْــدِ لا مَيْــــنٌ ولا زَلَـــلُ
كمْ مِنْ غُزاةٍ على أشْلائِنا عَبَرُوا
كيْ يَسْـتَقِرُّوا وبِالإصْــرارِ قدْ رَحَلُــــوا
لا يَعْرفُ اليَأسَ من يَحْيا على أمَلٍ
اليَأسُ يَمْضي ويَبْـــقى الجــــدُ والعمــلُ