Views: 2
(حياةُالجحيم)
أُسائِلُ والعيْشُ أمسى مريرا
وَأيّامُهُ أصبحتْ قمطَريرا
وَأهلوهُ هيْمٌ على غير هَدْيٍ
فَتَشْربُ غِلّاً وتقتاتُ زورا
وتلبسُ منْ طَيْلسانِ النّفاقِ
كِساءً فَتَحْسَبُ فيهِ وَقُورا
وتستَنْشِقُ المعصياتِ شهيقاً
لِيَأتي ضَياعُ الحقوقِ زَفيرا
أَقامَتْ قيامتُهُمْ؟ حيثُ باتوا
منَ العُهْرِ لا يَأنفونَ الفجورا
فَكَمْ منْ عُتُلٍ زَنيمٍ نَراهُ
يُجاهرُ بالمُوبقاتِ فَخورا
وَكَمْ منْ بَغِيٍّ غريقٍ بسُحْتٍ
عَمِيٍّ يَظُنُّ الغياهبَ نورا
وَأَعجَبُ أنَّ الحياةَ استحالتْ
جَحِيما غدا شرُّها مُستَطِيرا
فَفي كُلِّ وَجْهٍ أُطالعُ حُزناً
وَآهاتِ روحٍ تُذِيبُ الثُّغورا
وَفي كُلِّ قلبٍ أُلامسُ رُعباً
فَمِمَّا يُلاقي أضاعَ المسيرا
وَصوْتُ الفضائِلِ صارَ قناعاً
بِمَلمسهِ قدْ وَأدْنا السُّرورا
فَمَنْ مُبْلِغُ الخَلْقِ سَطراً فَإنّي
نَصوحٌ أخافُ عليهمْ شُرورا
فَما بالظَّلامِ تُعَاشُ الحياةُ
وما بالعداءِ نَسُوسُ الأُمورا
صَلَبْنا الإِخاءَ وصُغْنا الشَّقاءَ
وبالآخرينَ فقدْنا الشُّعورا
أبو النصر الرفاعي
Discussion about this post