Views: 6
الطِّفلُ السُّوريُّ ذو الأحدَ عشرَ ربيعًا (حسَن الخلَف) قطع مسافة ألفٍ وخمسِ مئةِ كيلومترٍ
بالقطارات مهاجرًا وحيدًا من أوكرانيا إلى سلوفاكيا حيث يقيم إخوته وأقاربه، وليس في جعبته
سوى جواز سفرٍ بداخله ورقةٌ، وأرقامُ هواتف سجَّلتها أمُّه الأوكرانيَّة على ساعد يده، حيث
بقيت في أوكرانيا للاهتمام بوالدتها العجوز التي ناهزت الثَّمانين عامًا، فلُقِّب هذا الطِّفلُ بالبطل،
وكانت هذه الأبيات:
يـا وردةً فــــــــوق الـفــنَـــــنْ وطـلاوةَ الـصَّـوتِ الأغــنّْ
ونــســيــمَ صـــبـــحٍ قـد أفــــا ق عـلى مُـدافـعَـةِ الـمِـحَـنْ
أنــت الــرَّبـــــيـــــــعُ ووَردُهُ أنـتَ الأمــانـي يـا حَــسَـنْ
سـنـواتُـكَ الـعـشْـرُ الــقِــصــا رُ لَـدانَـةٌ هـي فـي الـبَـدَنْ
لـكـــنَّـهـا فــيـــــهـا الــعـــزيـــــــــمـةُ صُـلـبـةٌ لا تُـمـتَـهَـــــنْ
فـسـلـكتَ أمــيــالًا ألــــوفًــــا يـسـتـحــيـلُ بـهـا الـظَّـعَــنْ
وعـبَـرتَ أهــوالَ الحـــــــدو دِ بـغـــيْـــرِ زادٍ أو مُـــؤنْ
كـنـتَ الـوحـيـدَ ولــمْ يــكــنْ مِـن صاحـبٍ لــك أوْ مِـجَـنّْ
مــرَّتْ عـلـيـكَ مــن الـلَّــيــا لي أربَــعٌ فـيـهـا الــوَهَـــنْ
لـكـنَّـمـــا الــرَّحــمــنُ صــا نكَ في الخفاءِ وفي العـلَـنْ
فـوصـلْـتَ بـالـبُـشــرى تُــوا فــي قــلـبَ أمٍّ مُــرتـهَــنْ
فـأقِـــمْ بـــأمْـــنٍ رغــمَ بُـــعـــــــــدِكَ عـن بـلادِكَ يـا حــسـنْ
فــلَــربَّــمــا تــلــقــى هـــنـا كَ الـصَّــدرَ مِــن أمٍّ أحَــنّْ
ولَـقـلْـبُـــهـا قـلْـــبُ امِّ مــــو سى فـارغٌ يـجـفـو الـوَسَـنْ
لـقــدِ اخـتـصــرتَ حِـكــايـةً قـد سافـرتْ عـبـرَ الـزَّمَـنْ
أرجَـــعـــتَ لـلــسُّـوريِّ فــيـــــــهـا قــصَّـةً ذبَـحَــتْ وَطَــنْ
فـيـها الـتَّـشـرُّدُ فـي الـمَــنـا في دون أرضٍ أو سَـــكَــنْ
فـيـهـا الـلُّـجـــوءُ قـضـيَّــةٌ مـا حــلَّــهــا أهـلُ الــفِـطـنْ
فـيـهـا الـتَّـأوُّهُ فـي الـصُّـدو رِ لهــيــبُـهُ يُـذكي الـشَّـجَـنْ
فـيـهـا الطـفــولــةُ وَدَّعــتْ روحَ الطُّـفــولَــةِ تُـمـتَـحَـنْ
مَـنْـذا تُـخـاطـبُ كيْ يُـجـيــــــــبَ الصَّوْتَ أوْ يطفي الإحَنْ؟
والعـقـلُ تـاهَ عـن الـصَّوا بِ وحـارَ في هـذي الـفِـتَنْ
في الحـلْـقِ غُـصَّةُ شارقٍ لا تـنـتـهـي في: مـا؟ ومَـنْ؟
والـلَّاجـئـون بـكـلِّ صـقـــــــــعٍ ضـــائـــعٌ أو مُــرتــهَــنْ
هــي قِـــصَّـةٌ عــبَــثـيَّـةٌ ولـقـد طـمى فـيـهـا العَـفـنْ
كـمْ ذا لـديْـنا في الطـفـو لـةِ مِـن حُـسـيـنٍ أو حَـسَـنْ!
كـمْ ذا لــديْـنـا مـن نـفـو سٍ أُزهِـــقَــتْ وبـلا ثـمَــنْ!
هـذا هـو الـسُّـوريُّ فـي دنـيـاه لـيْسَ سـِوى الحـزَنْ
لـكـنَّـه تِــربُ الـبـطـــو لـةِ والـشَّـجـاعـةِ والـفِـطَـنْ
محمد عصام علوش
9/3/2022م
Discussion about this post