Views: 3
(مطارحات شعرية)
ـ 36ـ
ـ بين ابن الرُّوميِّ وابن الحاجب ـ
ابنُ الحاجب: اسمه محمَّد بن أحمد، أديبٌ شاعرٌكان صديقًا لابن
الرُّوميِّ، واتَّفق أنْ دعا ابنُ الحاجبِ ابنَ الرُّوميِّ إلى زيارته مع
نفرٍ من أصدقائه في يومٍ عيَّنه لهم، فصاروا إليه فلم يجدوه، فقال ابن
الرُّوميِّ قصيدةً طويلةً يعاتبه فيها، وهذه بعض أبياتها:
نجَّاكَ يابْـنَ الحاجبِ الحاجبُ ولـيس يـنجــو مـنِّيَ الـهــاربُ
انظُرْ بعـيْنِ العدلِ تُبصِرْ بها أنَّـكَ عــن مِـنهــاجـهِ نــاكــبُ
أبْـشِـرْ بكــرٍّ عــاجــلٍ إنَّــني بـالـثَّــأرِ فـي أمـثــالــهِ طالـبُ
لا تحسبَـنِّي عنكَ في غـفـلـةٍ عَوْدي وشيـكٌ أيها الـصَّاحـبُ
يَـسِّـرْ فـراريجَـكَ مـقـرونـةً بـهـا شــبابـيــطُــك يـا كـاتـبُ
(سمك الشَّبُّوط)
قلتُ لصحبي حين راوغتَهمْ لا تحـزنوا قـد يُـشهَـدُ الغـائـبُ
كرُّوا على الشَّيْخِ بـتطفـيـلةٍ عــن عـزمـةٍ كـوْكَـبُـهـا ثـاقِـبُ
لا تنجُـوَنْ مـنكـم فـراريجُهُ لا وَهَبَ الـمَـنجى لها الـواهـبُ
لا تُـفـلِـتَـنْ منكمْ شـبابـيـطُه لا أفـلـتَ الطَّـامي ولا الـرَّاسبُ
جـدُّوا فـقـد جَـدَّ بكـم لاعـبًا وقـد يـجــدُّ الـرَّجــلُ الـلَّاعـــبُ
ولـيَـكُـنِ الـكَـرُّ عـلى غِـرَّةٍ والـصَّــيـدُ في مـأمَـنـهِ ســاربُ…
هـذا مــزاحٌ يـا أخـي كـلُّـهُ لـشانـئـيـكَ الـشَّجـب الـشَّـاجبُ
إنَّ الإخاءَ المصطفى بيننا لـيْس لـه مِـن غـيْــرهِ شــائــبُ
فلما مات ابنُ الرُّوميِّ أظهر ابنُ الحاجب قصيدةً ذكر أنَّه أجاب فيها
ابنَ الرُّوميِّ، قال في بعض أبياتها:
يا صاحبًا أعضلَ في كيْدهِ كُفيتَ خيرًا أيُّهـا الـصَّاحـبُ
فهِـمتُ أبيـاتـكَ تلـك الَّـتي أثـقَـبَ فـيهـا كَـيْـدُكَ الـثَّـاقبُ
بيتٌ وبيتٌ عقـربٌ تنتقي وأرْيُ نحـلٍ في الـلُّـهـا ذائبُ
جَرحتني فيها وداويْـتَني فـأنتَ أنتَ الصَّادع الشَّاعبُ
(معجم الشُّعراء للمرزباني ج1 ص453 ومصادر أخرى بتصرف)
محمد عصام علوش
Discussion about this post