Views: 1
حــــــــــــاولي
حــــــاولي مــرّةً بأنْ تســــكنيني
ربمـا تدركـــــــــــين سِـــــرَّ أنيني
حاولي الغوصَ في بحاري قليـلاً
لِتري ســــــحر دُرّيَ المكــــــنونِ
وادخـــلي غابتي رويداً , رويــــداً
لا تخافي من عتمتي , وشجوني
وارتديني إذا شــــــعرتِ بــــــبردٍ
وارتمي بين لهفتي , وحنيــــني
خطوةٌ للوراء في البـــــوح تُرْدي
دائماً للأمـــام يمضي ســـــــفيني
لو رأيتِ الجــــراح لا تســــعفيها
إنّ هذي الجراحَ مِن تكــــــويني
نكهة الموت ضمّخت كلّ حرفٍ
ربما المــــوت فيكِ قد يُحيــيني
لم أزلْ في السّـــطور أزرع برقاً
كي تظلَّ الغـــيوم رهْـــنَ يميني
فاســـكنيني كومضةٍ من خيـــالٍ
لتُطِــــلَّ النجـــــــوم فوق جبيني
شــــــهوة الصمت عتّقتني زمانــاً
فغدا الشِّــــعر خمـــرةً في يقيني
ولذا بُحـتُ حين حبّكِ أســــــرى
بفـــــؤادي ، كشـــهقة النســــرينِ
منذ كان الهـــــوى رضيعاً يناغي
كنتُ أســقيه من دمي , وعيوني
أبحر الحبّ في عروقي شــراعاً
ونمـــا القمح في ســـهول وتيني
فإذا جئتُ والحـــروف يتـــــامى
وقصــــيدي كطعنة السّـــــــكّينِ
عانقيني لكي أبــــــدّد حـــــزني
واحرقيني عســـــــى أُبدل طيني
وانثـــريني على دروب القــوافي
واسكَري في رؤايَ , ولْتُسـكريني
لم أعُـــدْ أســتطيع قتلاً لصمتي
حين شــمسي تموت في تشـرينِ
حـــــاولي , حاولي إذن , إنّ قلبي
شـــرفةٌ للضيــــــاء فوق الظنونِ
حين يبكي النبيُّ لا شيء يبقى
يســتحقّ الخشــوعَ غيرُ الجنونِ
عبد الكريم سيفو – سورية
Discussion about this post