Views: 35
أنين الحروف
بهاءُ الحرفِ المفتونِ بِكبريائِهِ
يَعرِفُ كَيفَ يَصطادُ أبكارَ المَعاني
يُمَزِّقُ حِجابَ الزِّيفِ بِسِهامِهِ
المَقطوفَةِ مِنَ الأَوهامِ….
فالظَّنُّ و ماكانَ راجِحاً و الشَّكُّ
و ما استوىٰ
طَرفاهُ عِندَ الفَقيهِ قَبلَ الشَّكِّ يتَرَدَّدُ
بينَ احتماليَّةِ حُدوثِهِ و غالِبهُ
يَليقُ…
و ما اليَقينُ و ما تَبني عَليهِ الأحكامُ
و الشَّرائِعُ….
لَعَنَ الكاذبونَ و حقيقةُ ذَلكَ…
إنَّ كُلَّ قَولٍ عن ظَنٍّ و تخمينٍ
و ما الظَّنُّ لُغَةُ الضَّادِ…
و النُّونُ إن دَلَّ يَدُلُّ علىٰ اليَقينِ
فلا تبريرٌ يَنفَعُ في ناسٍ مَصنوعَةٍ
من ماء و طينٍ
إذا جُبِروا كالدُمىَ تُحَرِّكُهُم أصابِعُ
الدَّهرِ ثُمَّ يَندَثِروا
كُلٌّ يَراكَ بِعَينِ قَلبِهِ و بِمِنظارِ نَفسِهِ
يُصدِرُ الأحكامَ
خالِف قِطعانَهُم و جَمِّل مِرآتَكَ…
عَدوُّكَ لا يَصدُق…
و صَديقُكَ لا يَحتاجُ لِبُرهانٍ…
أمضي قُدُماً لا تُبَرِّر تَبريراً
إذا بَحَتَ للرِّيحِ فَلا تَلُمِ الرِّيحِ
إذا باحتَ بِها الأزهارَ
فَحَلِّق بالفَضاءِ و اعزُف ألحانَكَ
أمامَ مِرآتِهِ تَجودُ الأبكارُ
و اقطِف مِنَ الطبيعَةِ وُرَيقاتِها
فالنَّاسُ ماضونَ بِلا آثارٍ
فَتَرفَعُ و جاوِر ظِلَّ الَّذي حارَتْ
بِهِ الأفكارُ
Discussion about this post