منتهى العيادة / سقطَ سهْواً

Views: 14

سقط سهواً
أيها الرأس حررني من التفكير الذي يأسرني ، والكلمات التي تغريني ، احملني بعيداً عن السهر في ملاهي الليل الصامتة ، وكؤوس الخمرة الجافة التي أيبست شفاه روادها ، أنقذني من حبابات بوتقة النهار ولك ماتريد .
أريد أن أحرق هذا الرأس ، أريد أن استبدله…. إلهي لماذا خلقت لكل شيء قطع تبديل ، حتى أعضاء الجسم أصبحت تبدل .
لماذا لم تخلق بديلاً للرأس ؟
ألا يجوز أن أبدل رأسي هذا برأس صامت عن تفكير أجوف ؟
لم لا فأنا لم أعد أحتمل آلاماً مزيفة ، لم أعد أدري أيسكنك جني .
أخبرني أيها الرأس أم أنك جئت بالخطأ من عالم آخر وزمان آخر لم لا ؟
فكل مافي خطأ في خطأ حتى ورقة اليانصيب التي ربحتها كانت بالخطأ . وقالوا لي أن الرقم الذي ظهر على الشاشة سقط سهواً .
سخرية كل شيء أصبح يسقط سهواً في هذا الزمن ينسون ويتلاعبون ويغشون ويسرقون ويزنون ويقتلون ويحرمون ويحللون ويعلقون ذلك في النهاية بشماعة ( سقط سهواً) .
ربما يكون رأسي قد سقط سهواً أيضاً لاأدري؟؟
فإذا كنت انا نفسي قد أتيت سهواً إلى هذه الدنيا الكئيبة كما تقول أمي فكيف لايكون كل مافي قد سقط سهوا ؟!
أحياناً أنظر إلى نفسي في المرآة ، أتلمس وجهي المتعب وهذه الحبال المتدلية من العنق وأسفل العينين فأظن أن الزمن قد أوقف محطتي وأنني لن أكبر أكثر من ذلك ، ولن أجد من يشلُّ هذا التفكير الأصم الذي أبى إلى أن يعانقني ويقبلني ويكبلني بعقد زواج خارجي لاهو بالشرعي ولا المدني . ومع ذلك أجدني ارتبطت بورقة يمكن تمزيقها في آية لحظة لتنتهي بضع سنين من حياتي في لحظة .
سخرية نشعل شمعة ونجعلها تحترق وتذوب ونسمع آناتها وفي النهاية نطفئها بنفخة واحدة وكأن شيئا ً لم يكن .
كلام في كلام هاقد أوشكت الصفحة على الأنتهاء وصمت القلم .
وللحديث بقية فرأسي لم يصمت بعد