Views: 4
تجربة جمالية متفردة بكلية علوم التربية الرباط المغرب، في لقاء مفتوح تحت عنوان :” المسرح والمدرسة ممارسات ورهانات ”
نظم ماستر التربية الجمالية كلية علوم التربية، بتنسيق مع جامعة محمد الخامس، وبتعاون مع جمعية اسيل للمسرح والتنشيط الثقافي لقاءً مفتوحاً مع المخرج المسرحي، والخبير في التربية المسرحية ” وحيد شكيب ” تحت عنوان ” المسرح والمدرسة ممارسات ورهانات ” وذلك يوم 20 ماي 2022 برحاب الكلية.
هذا اللقاء الثقافي السنوي الثاني الذي ينظمه الماستر تم بتنسيق واشراف وتوجيه من الدكتور حسن يوسفي.
حضر اللقاء إدارة الكلية وأساتذتها ، وكذلك ثلة متميزة من المتخصصين والمهتمين بمجال التربية الفنية والمسرحية، إضافة إلى ممثلي الاعلام وطلبة الماستر.
عرف اللقاء الثقافي أيضاً تقديم المسرحية المميزة ” بامبارا ” وهي من اخراج المحتفى به، والتي تميزت بمشاركة نخبة مميزة من المسرحيين الشباب من جنسيات مختلفة. وكانت الفرصة ثمينة ومتفردة لمتابعة هذا العرض المسرحي في فضاء معشوشب وجميل تابع للكلية ، مما خلق تجربة جمالية لا تقارن، أخرجت الطلبة من رتابة الدرس ومحدودية التنظير ، إلى متعة المشاهدة المباشرة وصناعة الفرجة الحية. هذا الأمر من شانه أن يبني التجربة الجمالية للمتلقي، والتي تعد واحدة من الأسس التي تُبنى عليها التربية الفنية والثقافية في مفهومها الممتد والهادف .
وقد كانت مدة اللقاء المفتوح كافية لاثارة النقاش حول التجربة الفنية والثقافية للأستاذ وحيد شكيب، الذي حاول من خلاله أن يتقاسم تجربته الغنية ، باعتباره ممارساً مسرحياً ومخرجاً من جهة، وباعتباره كذلك مُجرباً تَجَاوز الاشكالات التقليدية المطروحة في هذا المضمار من جهة أخرى .ذلك أن دخوله التجربة المتميزة في العمل المسرحي التطبيقي مع خمسة عشر باحثاً من رؤوس البحث الأكاديمي في هذا الميدان ، أعطاه مزية خاصة قلّما يحظى بها ممارس في مجال العمل المسرحي.
وفي أمسية ثقافية ثرية وباذخة فعلاً استطاع الضيف المحتفى به أن يُنير لطلبة الكلية والمتتبعين عتمات كانت مُستغلقة، بلغة المتخصص وبحنكة الممارس ، في مجال” التربية الفنية والثقافية ” التي تعد مكوناً أساسياً من مكونات مسلك ” ماستر التربية الجمالية ” .
وهكذا فكك الأستاذ وحيد شكيب محاور أساسية في هذا الصدد من قبيل ” الشراكة وأهميتها في تنزيل مبدأ الممارسة الثقافية والفنية في المدارس والمؤسسات التربوية والاجتماعية والتأهيلية ” ثم ” أهمية الممارسة المسرحية في قيادة الطفل إلى ماهو سام ونبيل ” اضافة إلى ” دور التربية الفنية والثقافية في التحسيس بقيمة الفن وترسيخ قيمة المواطنة الحقة ”
وإذا كان العمل مع الأطفال قد شكل تحدياً حقيقيا للفنان المسرحي، كما يؤكد في لقائه، لأنه يقتضي امتلاك روح الطفل الحقيقية أولاً، ولأن حدود العرض المسرحي لا ينبغي أن تتجاوز ربع ساعة ثانياً ، فانه لا ينبغي بأي حال من الأحوال ، ونحن في هذا المجال، أن نفكر في التكلفة المادية ، لأن الاستثمار في مجال الطفولة هو استثمار غاياته نبيلة وبعيدة المدى، فهو يعود على الفرد والمجتمع بعائد لا يمكن تقديره بثمن . انه تكوين مواطن صالح سوي متصالح مع ذاته ومع الآخر ومع المجتمع ، منفتح على الغير ومتسامح يقَدّر الاختلاف ويتقبله ، يمتلك قيم المواطنة الحقة وقادر على البحث والمعرفة والتذوق الفني والجمالي.
عبدالله علي شبلي
Discussion about this post