هيثم محمد النسور / النَّار وَالرَّضَف

Views: 3

عَيْنَايَ كَالْسَّهْمِ إنْ حَدَّقتُ فِي هَدَفِي
وَالْفَخْرُ وَالْمَجْدُ مِنْ صُلْبِي وَمِنْ نُطَفِي
أَحُـومُ كَالنَّـحلِ، إِنْ طَـابَ الـرَّحِيقُ لَهُ
يَـهْوِي إِلَى الزَّهْر لَايَأوِي إِلَـى السَّـعَفِ
وَالشَّمسُ لَا يَحْـجُبُ الْغِربَـالُ طَلعـتَها
وَالــدُّرُّ لا يُـرْتَــجَـى إلّا مِـنَ الـصَّــدفِ
شَاخَ الْيرَاعُ وَمَا الْـقِرطَـاسُ مُـكْـتََـرثًا
أنْ جَـفَّ مِـن وَلَـعٍ حِـبْـرِي وَمِنْ لَـهَفِي
يَا أيُّـهَـا الْـقَـلَـمُ الْــمَـكْـبُـوتُ خَـاطِـرُهُ
هَـيَّـا بِـنَـا نَـحْـوَ نَــهْـجٍ غَـيْـرِ مُـنْحَرِفِ
لِـنَـقرضَ الـشِّـعْـرَ بُـركَـانًـا نُـغِـيِْظُ بـِـهِ
رِعَـاعَ قَـومٍ حَـكَـوُا فَيضًا مِـنَ الطُّرَفِ
نَـبْـنِـي صُـرُوحًـا لأَجْيَـالٍ سَـتَـخْـلُفُـنَـا
وَنَـصْـطَـفِـي كُـلَّ مَـا نَـتَـلُـو بـِلَا كَـلَفِ
وَاحَــسْـرَتَـاهُ زَمَـانُ الْــغَــدٔرِ خَــاتَـلَـنَـا
أَلْـقَـى بِـنَـا الدَّهرُ بَيْنَ النَّارِ وَالـرَّضَـفِ
ضَاقَتْ بِـنَـا الْأَرْضُ وَالدُّنْيَا بِمَا رَحُبَتْ
يَاليْتَ قَلْبِي مِنَ الْجُرْحِ الْعَمِيقِ شُـفِي
بَلَغْتُ خَمْـسِينَ من عُمْرِي وَلِي هَـدَفٌ
أصُـوْنُ نَـفْسِي عَن الْفَحْشَاءِ والْـهَرَفِ
أَرْعَى الْأَمَانَةَ، غَضُّ الطَّرفِ مِنْ شِيَمي
حُسْنُ الشَّمَائِـلِ فِي الْأخلاقِ وَاللُّطَـفِ
يَـا مَـنْ رُمِـيْـتَ بِـقَـاعٍ عَـجَّ فِـي كَــدرٍ
تَـقْـتَـاتُ بِالرِّجـسِ وَالْأَقذَارِ والْجِـيـَفِ
قُـبِّـحْـتَ نَذْلًا خَسِيْسَ الْأَصْلِ مُؤتَـفِكًا
أَتَـفْـخَـرَنَّ بِـمَـا أُوْتِــيْـتَ مِـنْ سَـخَــفِ
لَا أَسْــعَــدَ الـلَّـهُ مَـن يَـأْوِي لِـدَارَكُـــمُ
مَـرَاتِــعُ الـبَـغـيِ وَالْإِفْـسَـادِ وَالْـقَــرفِ
زُلْـفَـى الْأَوَاصِـرِ قَـدْ دَمَّـرْتَ عُـرْوَتَـهَــا
لَـبِـيْـبُـكُـمْ مُـتْـخَـمٌ بِـالْــذُلِّ وَالْـخَـرَفِ
إنِّـي لَأَغْـتَـاظُ مِـمَّـنْ يَـدَّعِـي نَـسَــبِـي
حتَّى قَـرِيْبٍ وَلَـوْ يَـنْـسَـلُّ مِـنْ خَلَفِي
فَلَـيْـسَ لِـي مِـنْ فَـخَـارٍ فِيْ سُلَالَتِكُـمْ
وَلَا بِـقُـرْبَـى تُـلِـتُّ الْـبَـعَـرَ بِـالـصَّــدَفِ
وَحَـظْـوَتِي دُونَـكُـمْ مَـنْ كَـانَ ذَا خُلُقٍ
وَلِـي خَـلِـيـلٌ نَظِيرُ الْوَهْبَ فِـي غَدَفِ
سِـرِّي مُـصَـانٌ بِـصِـدْقٍ فِـي شَمَـائِلِهمْ
وَجُـلـُّـهُــمْ لِلْـمَـوَاثِـيـقِ الْـغِـلَاظِ وَفِـي
وَحـقِّ مَـنْ حَـجَّـتِ الْأشْـرَافُ كَـعْـبَتَهُ
يَـومًـا سَأَقْـطَـعُ وَصْـلًا غَـيْـرَ مُـزْدَلِـفِ
يَـا لَـلَّـيَـالِـي تَـمَــادَتْ فِـي نَـوَائِــبِــهَــا
نَـحْـنُ الْأُبَــاةُ وَأَهٔــلُ الْــعِـزِّ وَالْأَنَــــفِ
يَـالَـيْـلُ لَـمْـلِـمْ سُـدُولًا طَـالَ دَامِـسُـهَا
إِلَــيْـكَ عَــنَّــا بِــلَا بُـــطْءٍ وَلَا نَــكَــفِ
إِنِّـي كَـبَـرْقٍ طِـبَـاقُ الْـجَـوِّ تَـشْـهَدُ لِي
وَالْبَأْسُ وَالْـجَـاهُ مَجْبُولَانِ فِـي كَنَفِي
أَنْـقَـضُّ كَـالْـنَّـسْـرِ وَالْأَطْـيَـارُ تَـعْرِفُنِي
إنَّـي عَـزِيْـزٌ وَأهْـلِي مِـنْ ذَوِي الشَّرَفِ