Views: 21
لاشيء يشبهنا
أنا وأنتِ هنا قرب الحديقة، امرأة تضع ملقط الغسيل بهدوء على القميص، يملؤه الهواء فينتفخ.
ألتقط صورة له، تزمجر المرأة غاضبة وتشتم، وكأنها ظنّتْ أني صورتها.
أنا وأنتِ هنا قرب الحديقة، ننشر ماتبقى منّا في الشمس، تمامًا كما يفعل صانع قمر الدين، والاختلاف بيننا هو أنه يجمع بساط عصير المشمش الجاف ويغلفه
وماتبقى منّا تبخر.
بالعودة للصورة بعد تأملها، كان قميصي نعم قميصي وكانت المرأة نقيضكِ بهيئتكِ.
كًبُر الجدال بيننا بنفيٍ منكِ، كَبُر الوقت وصغُرْنا أمامه
أنسحبُ وأركب سيارة أجرة، سهل أن أنام على قارعة الحياة، ولكن كيف أعيش بقلب تكسوه رقع كثيرة.
يتوقف سائق السيارة قائلًا: لم أعرف وجهتكَ.
أنزل من السيارة وأعطيه مافي جيبي.
يعود لي وقد قطع مسافة لابأس بها:
لقد سقطتْ منك هذه القصاقيص المهترئة، هي ليست ذات قيمة ولكن هي الأمانة.
صمت عجيب انتابني، رماها في وجهي وانطلق.
يتسارع الزمن، وأنا وأنتِ صرنا أوراقًا صفراء على
طاولة مكتبة قديمة.
في جعبتي ناجٍ وحيد؛ حلم الأمس، ينتظر تأبينه.
نسيتُ أن أضيف ملاحظة قبل انقضاء الوقت:
لقد ألقيتُ التحية على الهباء.
صباح سعيد السباعي
Discussion about this post