Views: 13
“يعمل بالعراق ورزقه في الاردن”
صعد توفيق للباص الذي انطلق من بغداد مباشرة لعمان عاصمة الاردن، الأتوبيس الذي كان : يستبيح مساحات شاسعة تتخللها مدن وقرى يشبه الكثير منها: الدوحة التي تنام وسط الصحراء ، وأخرى أقرب لجبل أخضر تنزلق على أقدامه البيوت، تنطلق منها ضحكات الصبايا ،وأمنيات في غد جميل .
لم يرى توفيق كل ما سبق ذكره فقد كان: ذاهلا مغيبا حزينا يجتر: ذكريات فشله في عمله على مدار أربع سنوات في بغداد ماذا يقول لأولاده الذي طلب منه فرد هدية وابتنه المخطوبة التي تأجل زفافها أكثر من مرة يعود ومعه نقود ثمن جهازها وهو حتى أنه عاد بري لعمان بالباص لأن ما معه من مال لا يكفي لتذكرة الطائرة وهو الآن خالي الوفاض شبه مفلس، إلا من أفكار سوداء تداهمه ويأس لا يستطيع الخلاص منه، تذكر أيضاً من أقسم من مبغضيه ومن هو على خلاف معهم قبل السفر أنه سيعود فاشلاً من سفره وليس معه قرشا واحداً.
جلس على كافيتريا في عمان لفترة طويلة دخن عدداً كبيراً من السجائر وكميات كبيرة من فناجين القهوة ، ذهب عامل الكافيتريا لصاحبها وأخبره بوضع الرجل الذي قص حكايته منذ خروجه من مصر للعراق فضحك الرجل صاحب الكافيتريا قبل أن يقول وهو ما زال مبتسم: أنت فاشل في العراق وأنا ناجح الأردن هههههه هههههه هههههه في محاولة منه للتسرية عنه والتهوين عليه وتبسيط وتهميش الأمر ،ثم قطب الرجل وضيق بين فجأة وبدت علامات الجد، واردف اسمع يا عم توفيق هل ترى هذه الكافيتريا إنها تدر على دخل كبير وبما أننا أولاد محافظة واحدة وأنا رثيت لحالك فأنا أتمنى زيارة مصر ولكني لم أجد من أءتمنه عليها سوف أتركها لك فترة لحين عودتي مرة أخرى، أما ربحها فهو لك عن طيب خاطر، لا تقل :لا فأنا لا أحب الرجل المتردد ،ولا اطلب الشيء من الشخص مرتين فقال توفيق على الفور: موافق على طلبك،
وقد كان ثم ادخر من ربحها توفيق وعلى المتوقع مبلغاً كبيراً في أول ثلاثة أشهر، أرسله لزوجته من: أجل جهاز ابتنه ،عاد صاحب الكافيتريا للأردن بعد ستة أشهر أخرى, وهى أوج نشاطها بل أصبحت في حالة أفضل مما تركها ،فعرض عليه توفيق شئء من الربح فرفض الرجل،و قال لتوفيق: أنت اسديت لي معروفا بحفاظك على مصدر رزقي, هل تعلم أنني طول فترة الإجازة كنت أسأل نفسي لماذا تركت لك الكافيتريا ولا أنكر أنني في بعض الأوقات ابديت بعض الندم ، ولكني أحمد الله أن فراستي فيك لم تخيب، أنت الآن حر إذا أردت البقاء معي فنعم الشريك، وأن تذهب لحضور زفاف بنتك ومنتظرك العام القادم أن تأتي إلى هنا أتركها لك واعود لقضاء الإجازة في مصر، انطلق توفيق ليلحق بالباص المتجه العقبة وهو يقول في نفسه اعمل في العراق ورزقي في الأردن ..
Discussion about this post