Views: 8
نغمات .. من لازورد .
منتصفُ العقد ..! يتكوّرُ جاحظاً
عيونَهُ الإثني عشر
لاهثاً يبحثُ عن استطالةِ ضوء ..
يشقّ صدرَ اللّيلِ بفأسِ أفكارٍ حادّة
ثمّ يبحثُ مجدّداً عن نور
أين أضعتهُ ..؟ سأفتّشُ معكَ في مغارة
علي بابا ..!
البارحة .. سمعتُ وقعَ سنابكِ خيلهِم
تخرجُ من سطورِ الحكاية ..
و تفرِشُ دربَ الغابةِ بالسّمسم و اللّازورد ..!
و عندما عزفَ الصّباحُ من حنجرةٍ فيروزيّة
كان الأربعونَ حلماً في خوابي النّفي
فاقرأ على فواتحِ الفرجِ سورةَ النّسيان …
ما زالَ الصيفُ ماطراً في أحداقِ الغابات
و الشّوقُ يتمشّى على أوراقهِ الصّفراء
حين عزفتْ ريحُ العتابِ و نكثتْ هدنةَ الرّبيع
كنتُ أحبو على نتواءاتِ قافية
لم أكملْ بترَ الرّاءِ حتّى اندلقَ الحبّ لاذعاً كفّي
و الحربُ تحصي كم رصاصةً
لم تصنعْ نافورةَ دمٍ في شرايينِ مرآتي ..
تضعُ أوزارَها في قلبي الطّفل
و هو لا يعرفُ من قوانينِ العالمِ غيرَ ثديّ الحرف
فكيفَ أكملُ هذا العراك ..
في ذمّةِ اللّيلِ قصيدةٌ تعقدُ قرانَ الوجع
على وردٍ نابتٍ من ثغرِ الغيم
لم يكنْ سهلاً أن أتبنّى ذريّتكَ أيّها العقيم
و كانَ صعباً أن أفرشَ مخاملَ الزّهرِ الأبيض
لخطاياك المتكرّرة
و أن أوثقَ قلبي بعقدةِ ذنبٍ لا ذنبَ لي فيها
أيّها الشِّعرُ المنضودُ من نغمةٍ
ذابتْ في دهاليزِ صمتي
لتنجبَ كلّ هذا الضّجيج
أنا من أنفاسكَ أحيا و أحيا
تنفطرُ حواسي إن لم تعانقني ببأس ..
صرّةُ قوتي من تفاحِ تائك
و عينٍ تدلّتْ عناقيد
و فطائرَ دسّها الفجرُ الخجولُ في
بطنِ الشّمس
لا تنزلقْ على طينِ الايحاءات
و علّقْ مساميرَ الفرحِ على إطارِ قصيدة
وحدها تستحقُ قبلةً لازورديّة …
و الكثيرَ الكثير .. من العناق .
ناهد بدران
26/يونيو / في ليلة من ألفين و أنفاسك اللازورديّة
Discussion about this post