Views: 2
البائع البائس
بقلم: سعيد إبراهيم زعلوك
سألني أحدهم يومًا باستهزاء:
-ماذا تعمل؟
فقلت له، باستهزاء
-أنا بائع في سوق!
-وماذا تبيع؟
قلت له:
-أبيع في هذا الزمان، كل الأشياء التي لا تباع بالمال، ولكن تباع بغالي الأثمان.
أبيع كلامًا، أبيع حروفًا، أبيع بيانًا، أبيع ما فاض به القلب
من الأوجاع والأحزان!
أبيع قلبي الذي أتعبني، وجعلني بين البشر مهان.
أبيع لغتي التي ما أنصفتني يومًا، ولا أعطتني رغيف خبز
ولا جرعة ماء!
ولا حتى أهدتني غصنًا ولا وردة، ولا عود فل، ولا ريحان!
أبيع كل هذا وأكثر، هل تدلني على مشتري وسأعطيك نصف النقود وفوقها هدية، هل ترفق بهذا الحيران؟
يا سيدي أنا بائس، وقلبي بائس، وروحي بائسة، وجسدي مهان!
يا سيدي، أنا مثلك إنسان.. ولكني لم أفهم العيش في الحياة بعد، لم أعش كما ينبغي، لم أجد لي فيها خلان.
دلني على الحياة.
دلني على النجاة.
أعطني العنوان!
Discussion about this post