Views: 2
بيتُ القصيدِ يثيرُ الهمَّ والنكدا
وما أخبئُ قد تبكي لهُ أمدا
عندي من الحزنِ ما فاضت له مُقَلي
وما يزيدُ وما لم… أحصهِ عددا
إني خشيتُ إذا أُسمعهمُ شجني
بأن يرافقهم… من أحرفي كمدا
أهل المروءة غابوا.. فانفرى كبدي
وفقدهم أنحلَ الأعضاءَ والجسدا
بينِ الربوعِ وقفت اليوم باكيةً
فلم أجد من أحبائي بها أحدا
ورحتُ أبحثُ في الأصحاب أينَ همُ
عمّن يعالجُ دمع العينِ والرمدا
ناديتُ ناديتُ علَّ الصوتَ يسعفني
فما أجابَ ندائي.. غيرُ رجعِ صدى
ماذا جرى… لكأني بعد ما رحلوا
أموتُ حياً وأحيا…. ميّتاً أبدا
أقسمتُ بالله لا انسى مودتهم
لكنهم قد نسوا عهداً ومُعتقدا
ورحتُ أندبُ حظي بعدما غدروا
وكنتُ أحسبهم.. أهلاً ومعتضداً
أيقنتُ بعدَ زمانٍ جُلّهُ نَصَبٌ
أنَّ الذي خانَ يوماً لم يكن سندا
ضاقَ الفؤادُ بما لاقى وما حَمَلتْ
روحُ المحبِّ وما عانى.. وما وجدا
حدثتُ نفسيَ لُمّي الآهَ واصطبري
ولا تبالي بمن قد غابَ وابتعدا
فمن تجرّعَ ويلات النوى غُصصاً
فليسَ يأسى على عمرٍ يضيعُ سُدى
وما مضى فمحالٌ أن سيرجعهُ
طولُ النواحِ ولو أطلقتهِ عَمَدا
وهدئي الروعَ في الليلاتِ واحتسبي
كل المشاعرِ واستقوي.. بها جَلَدا
وضمّدي الجرحَ واستهدِ الطريق إلى
ربّ العبادِ عسى.. أن يؤتنا رشدا
ياواهبَ الناسِ عوناً في مصائبهم
هب لي إلهيَ منكَ العونَ والمددا
Discussion about this post