Views: 2
كلُّ عام ولغتنا بخير ، كلُّ عام ولغتنا الحبيبة وعاء للفكر والمشاعر ، كلُّ عام ولغتنا طريقنا إلى التعافي
ٌ وسلاحنا في الدِّفاع عن وجودنا .
.
كم يُسعدُ المرءَ أن يجني كما زرعا
وكم يُسَرُّ إذا داعي الحصادِ دعا
وزائري بغتةً والقلبُ قد عَصَفَتْ
بهِ رياحُ خريفِ العمرِ وانصدعا
قد جاء يحيي من الأحداثِ ما طُوِيَتْ
عليهِ صفحةُ دهرٍ مَرَّ ، وانقطعا
وصلتُ ودِّي مع الأيَّامِ حينَ أتى
فأيقظَ الوحيُ قلبي بعدما هجعا
رِفقًا بقلبٍ جفاهُ الصَّحبُ وارتحلوا
وخلَّفوهُ وحيدًا يشتكي الوجعا
عَتِبتُ دهرًا على الأيَّامِ أَنْ تركتْ
بيني وبين القوافي حاجِزًا رَدَعا
عشِقتُها لغةً تزهو بِقوَّتِها
وتزدهي بِثراءٍ طالما اتَّسَعا
للعلم ، للفنِّ ، للتَّاريخِ مُذْ وُجِدَتْ
ما أَعجَزَتْ مبدِعًا يومًا ومُخترِعا
وزادَها الله تعظيماً وتَكرِمَةً
إذأنطقَ الضَّادَ بالحقِّ الذي صدعا
ياحلوةَالجرسِ يسري في القلوب ندى
ويبعثُ الرُّوحَ في أعطافِ مَنْ سمعا
حروفُكِ الغُرُّ تجلو مِن مشاعرنا
ما غاب عن فهمنا منها أوامتنعا
كم لامَسَ الشِّعرُ منها عاشِقًا دَنِفًا
وكم أضاءَ سماءَ المجدِ والتمعا
قد وحَّدت أممًا في ظلِّ عزَّتِها
وفي ظلامِ الرَّزايا نورُها سطعا
فما لأبناءِ قومي يقلبونَ لها
ظهرَ المِجَنِّ ، ويسترضون مَنْ طمِعا ؟!!
ومالكم ؟ ويحكم ! لاتحفلون بها
والداَّءُ والضَّعفُ في أوصالِها رَتَعا
غوصوا على دُرِّها يا قومُ والتمِسوا
لها البقاءَ ، فمنها فجرُكم طَلَعا
وألبِسوها ثيابَ العزِّ ثانيةً
وزيِّنوا جيدَها بالمجدِ مُرْتَجَعا
وعلِّموا النشءَ أن يسعَوا لنجدَتِها
مِنَ المخاطرِ ، كادَ الشَّرُّ أن يقعا
فجدِّدوا مَنهجَ التَّعليمِ وابتكروا
مِنَ الطَّرائقِ ما يُجدي إذا أتُّبِعا
عزيزة طرابلسي
دمشق ١٨ / ١٢ / ٢٠٢٢
Discussion about this post