Views: 2
وقفةٌ مع النَّفس
نَظَرتْ إلى مرآتِها مُتردِّدةْ
والشيبُ قد طردَ الشَّبابَ ، وأَبْعَدَهْ
وبدا لها عمرٌطويلٌ قد مضى
وغدا الزَّمانُ دقائقًا مُتَوَعِّدةْ
راحت تُحَدِّثُ نفسَها في سرِّها
واللهُ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ الأفئدةْ
ماذا تراها ترتجي مِنْ يومِها ؟
والشَّيب يبدو ؛ كالرِّماحِ مُسَدَّدة
يا ربُّ !!هل جاءَ الشِّتاءُ مُبَكِّرًا ؟
أم أنَّ روحي قد غَدَتْ مُتَجَمِّدةْ ؟
ليت النُّفوسَ كما الطبيعةِ دائمًا
تبدو لنا في حلًّةٍ مُتَجَدِّدةْ
أين الرَّبيعُ و ما به مِنْ همَّةٍ
كانت بها في كُلِّ أمرٍ مُنجِدة
تاقَت إلى عهدِ الطُّفولةِ والصِّبا
كم أفرحَ القلبَ البريء وأسعَدَهْ
واسترجَعت نَزَقَ الشَّبابِ ولهوَهُ
إذ هامَ في لحنِ الوجودِ وردَّدَهْ
لكنَّما القلبُ الفتيُّ روى لها
ما كان مِن طبعِ الزَّمانِ ، وأكَّدَهْ
قد أدركت أنَّ الحياةَ جميلةٌ
وكريمةٌ ، وفصولُها مُتَعَدِّدَةْ
والشَّيبُ ثوبٌ لائقٌ بِمسيرةٍ
من حكمةٍ وتَعَقُّلٍ متزوٍّدةْ
فتوهََّجتْ في القلبِ شُعلةُ فرحةٍ
وتفاؤلٍ ،وحماسةٍ مُتَمَرِّدةْ
عادت إلى المِرْآةِ تبسُمُ في رضىً
ترنو إلى مِرآتِها مُتَوَدِّدَةْ
تدعو الإله بِأن يكون ختامُها
تقوى ، وإيمانًا ، ونفسًا مُرْشِدَةْ
يا ربُّ .. ألهِمْها لسانًا صادِقًا
وتأمُّلًا في الكونِ ؛ في مَنْ أوجدهْ
سبحانهُ اللهُ الغفورُ ، فقلبها
لم ينتظر مِنْ غيره يومًا جِدَةْ
عزيزة طرابلسي دمشق ٢٤ ١٠ ٢٠٢١
Discussion about this post