Views: 2
(مطارحاتٌ شِعريَّة)
ـ 49ـ
{بين القاضي أبي القاسم عليّ بن محمد التَّنوخيّ والوزير المهلَّبيّ}
كتب القاضي أبو القاسم عليُّ بن محمد التَّنوخيُّ إلى الوزير المهلَّبي
وقد منعه المطر عن زيارته:
سَـــحـابٌ أتـى كـالأمْـنِ بَـعــدَ تـخَـوُّفٍ
لـه في الـثَّـرى فِعلُ الـشِّـفـاءِ بـمُـدنَـفِ
ومَـدَّ جـنـاحَـيْـهِ على الأرضِ جـانـحًـا
فــراح عـلـيْـهـا كالـغُـرابِ الـمُرفْـرِفِ
غدا الـبَرُّ بحرًا زاخرًا وانثنى الـضُّحا
بـظُـلْـمَـتِـهِ فـي ثــوْبِ لـيْـلٍ مُـسجَّــفِ
تحاول منه الشَّمسُ في الجـوِّ مَخرجًا
كما حاول المغـلـوبُ تجريدَ مُرهَفِ
فـأفــرغَ مــاءً قـــال واردُ حَـــوْضِــهِ
أسَـلْـسـالُ مــاءٍ أم سُـلافــةُ قَــرقَــفِ
أتـى رحــمـةً لـلـنَّـاسِ غـيْـريْ فـإنَّـه
عـلـيَّ عــذابٌ مـا لـه مـن تـكــشُّــفِ
سحابٌ عدا بي عن سحابٍ وعارضٌ
مُـنـعـتُ بـه عن عارضٍ مُتـكـفـكِفِ
فأجابه الوزير المهلَّبي:
أتت رقـعةُ الشَّيْخِ الجلـيلِ فكـشَّفَـتْ
وسـاوسَ محـزونِ الـفـؤادِ مـلهَّـفِ
فـأهـدتْ نظامًـا من قـريـضٍ كـأنَّه
نــظـامُ لَآلٍ أو كَـــوَشْيٍ مُـفَـــوَّفِ
تكامَل فيه الشَّكلُ والـظَّرفُ مثلـَما
تكـامَـلَ في مُهـديه كـلُّ الـتَّـظرُّفِ
حوى منتهى الحسنى بأوَّلِ خاطرٍ
تـكـلّـفُـه الشِّعـرَ وتـرْكُ الـتَّـكـلُّـفِ
(معجم الأدباء لياقوت الحموي ج3 ص979 بتصرف يسير)
Discussion about this post