Views: 0
— في غَيْهَبِ الجُبّ —
يا شاعرَ الشَّامِ ، غاب العودُ والطَّربُ
فالشَّامُ من بعد عزٍّ طالَها الرَّهَبُ
قلبي على الشَّامِ كم عاثَتْ بها غِيَرٌ *
وكم أحاطَتْ بها الآلامُ والنُّوَبُ
ترى العيونَ بأرضِ الشَّامِ شاخصةً
والرُّوحُ غارِقَةٌ في الحزنِ تضْطَرِبُ
وَجَذوَةُ الحبِّ في أحداقِها انطفأتْ
واستوطن القهرُ في الأعماقِ ، والغَضَبُ
حتَّى البراءَةُ من أطفالِنا سُلِبتْ
قهرًا ؛ فلا عجبٌ إِنْ يُعْرَفِ السَّببُ
ميزانُ ساستِهم يحمي مصالِحَهُمْ
قانونهم دائمًا الغدرُ والكَذِبُ
مرابِعُ الأُنسِ باتتْ تشتكي وَجَعًا
ذوَتْ أزاهرُها ، مُذْ أهلُها اغْتَرَبوا
عاشوا السَُعادةَ في أفياءِ عٍزَّتِها
وكم أُضيْئَتْ لهم من مجدِها شُهُبُ
كم زَيَّنَتْ جيدَها الأشعارُ زاهيَةً
وكم تغَنَّتْ بأمجادٍ لها الكٌتُبُ
خيراتُها الغيثُ ؛ عمَّ النَّاسَ قاطبةً
واليومَ أبناؤها يغتالهم سَغَبُ
هي الشَّآمُ ديارُ العزِّ كم وسِعَتْ
أحضانُها إخوةً ؛ أزرى بهم نَصَبُ
وهاهيَ اليومَ في أعماقِ مُظلمةٍ
في غيهبِ الجُبِّ ، والإخوانُ تحترِبُ
رغم المواجعِ والأحزانِ مابرِحَتْ
قلوبُنا في سماءِ الشَّامِ ترتقِبُ
بزوغَ فجرٍ جديدٍ ، نورُهُ أملٌ
مهما تكاثَفَتِ الظَّلماءُ ، والحُجُبُ
وما يزالُ حَفيفُ الغوطتين بها
يعيشُ في نبضاتِ القَلبِ ؛ إذْ يَجِبُ *
غدًا نُعيدُ ربوعَ الشَّامِ ضاحكةً
والنَّصرُ للحقِّ مهما امتدَّتِ الحِقَبُ
يا شام لا تجزعي ، فالله حارسُنا
ولا تَراعي ، فأنتِ العينُ والهُدُُب
* الغِيَر : مصائب الدَّهر وويلاته
* الوجيب نبض القلب وخفقانه وجب -يَجِبُ خفق يخفق
بِقلمي عزيزة طرابلسي
دمشق ١٢ / ٩ / ٢٠٢٢
َ
Discussion about this post