Views: 0
(طرائف لغويَّة)
ـ بين التَّوَّزيِّ النحويِّ وعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير)
أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن هارون التَّوَّزي مولى قريش، وإنَّما قيل له
التَّوَّزي لنزوله في أصحاب التَّوَّزيِّ في البصرة، أديب ولغويٌّ من القرن
الثَّالث الهجري. أخذ عن أبي عبيدةَ، والأصمعيِّ، وأبي زيد، وهو من
أكابر أهل اللُّغة.
حدَّث محمد بن يزيد المبرّد، قال: قرأتُ على عمارة بن عقيل بن بلال بن
جرير بن الخطفى، وأبو محمد التَّوَّزي حاضر كلمة جرير التي أوَّلها:
طرب الحمام بذي الأراكِ فشاقني لا زلـتَ في فـنَـنٍ وأيْــكٍ ناضــرِ
سنح الهوى فكتمتُ صحبي حاجةً بلغـتْ تجـلُّد ذي العـزاء الصَّابرِ
حتى صرتُ إلى قوله:
أمَّـا الـفـؤادُ فـلا يــزال مُـوكَّــلا بـهـوى حـمـامـةَ أو بريَّا العاقـر
قال عمارة للتَّوَّزي: ما يقول صاحبُكم ـ يعني أبا عبيدة ـ في (حمامةَ
والعاقر؟)
قال التَّوَّزي: يقول إنَّهما امرأتان، فضحك عمارة، ثم قال: هما والله رَملتان
عن يمين بيتي وشماله. فقال له التَّوَّزي: اكتب ما قال، فتوقفتُ عن الكتابة
إجلالًا لأبي عبيدة، فقال: اكتبْ، فإنَّ أبا عبيدة لو حضر لأخذ هذا الضَّربَ
عنه.
(كتاب معجم الأدباء لياقوت الحموي ج4 ص 1546 ـ 1547 بتصرُّف)
قلت: البيت الأوَّل في الديوان:
طرب الحمام بذي الأراك فهاجني لا زلتَ في غـلَـلٍ وأيْـكٍ نـاضـرِ
وفي رواية أخرى: “لا زلت في عَلَـلٍ” والعَلَلُ بفتح العين واللَّام: الشُّربُ
بعد الشُّرب تباعا. وفي البيت (التفاتٌ) كما هو واضح.
أمَّا البيت الثَّالث فهو في الدِّيوان:
أمَّـا الـفـؤادُ فـلـن يـزالَ مـتـيَّـمًـا بهـوى جـمـانة أو بـريَّـا العـاقـِرِ.
والله أعلم.
محمد عصام علُّوش
19/1/2023م
Discussion about this post