Views: 3
“ابن حزم الأندلسي” مؤرّخاً
هذا المقال جزء من دراسة منشورة في كتابي ” محطات أندلسية ” الذي صدر عام 1985 .
وفي عام 2002 أقمنا باقتراح مني ندوة دولية لمدة ثلاثة أيام حول “ابن حزم ” نفذها كل من : جامعة حلب، جمعية العاديات ، معهد ثربانتس الاسباني ، وشارك فيها 48 باحثا من 11دولة ، منهم 7 من اسبانيا .
وقد شاركت بتلك الندوة ببحث عن ابن حزم اعتمدت فيه على دراستي المنشورة في كتابي ” محطات أندلسية ”
وهذه هنا خلاصة وافية بعنوان :
( ابن حزم الأندلسي مؤرخا )
وقد تعمدت حذف الهوامش والمراجع والقصائد توخيا للاختصارعل صفحة الفيسبوك
1- نشأته:
ولد “أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم” في مدينة قرطبة، آخر يوم من رمضان سنة 384هـ (7/11/994م)، في قصر أبيه قرب مدينة الزاهرة، مركز “الحاجب المنصور” حاكم الأندلس في ذلك الوقت. وكانت أسرته قد استقرت في قريةٍ قرب “(لبلة” غربي الأندلس، ولم يُعرف لهذه الأسرة شأنٌ يذكر إلا زمن أبيه “أحمد بن سعيد”، الذي كان وزيراً للحاجب المنصور. ويشهد له المؤرخون بفضله وقوة شخصيته واحترامه لنفسه.
نشأ “ابن حزم” في قصر أبيه نشأةً مترفة، وقد صحبه أبوه إلى مجلس “المظفّر بن المنصور” وهو ابن اثنتي عشرة سنة. ومع مطلع القرن الخامس للهجرة بدأت المتاعب في حياة “ابن حزم”، فلقد زال نفوذ الأسرة العامريّة ولوحق أنصارها واعتبرت أسرة “ابن حزم” من هؤلاء الأنصار، وتوفي أبوه حزناً وكمداً. واضطر “ابن حزم” إلى مغادرة قرطبة قاصداً “المريّة” بعد أن توفيت زوجته وحزن عليها أشد الحزن. ومن المريّة خرج إلى بلنسية. وبعد عامين عاد إلى قرطبة. وخلال ذلك كان يعمل مع أنصار الأمويين والراغبين في إعادة الخلافة الأموية المنهارة إلى قرطبة كرمزٍ لوحدة الأندلس. وفي نطاق ذلك تولّى “ابن حزم” الوزارة “لعبد الرحمن الرابع بن هشام”، ثم “لهشام الثالث”، واستمر حتى عام 424للهجرة في عمله حتى السقوط النهائي للأمويين في قرطبة. وبعد ذلك تفرّغ للتأليف والمطالعة والدراسة والرحلات عبر المدن الأندلسية، يتعلّم ويعلّم، كما زار جزيرة ميورقة.
2 – كان “ابن حزم” عنيفاً في آرائه، جريئاً في مواقفه وجدله إلى حدٍّ أثار عليه بعض معاصريه. وكان شديد التديّن تقياً ورعاً صادقاً مع نفسه ومع الناس، شديد الوفاء. وكان واسع المعرفة متنوع الثقافة غزير الإنتاج، كتب في علم الكلام والفقه وأصوله والتفسير والحديث واللغة والأدب والشعر والتاريخ والفلسفة.
3- مؤلفاته:
ويروي “صاعد” تلميذ “ابن حزم” نقلاً عن ابنه، أنَّ مؤلفات “ابن حزم” المختلفة بلغت نحو أربعمائة مجلد تضمّ ما يقارب ثمانين ألف ورقة. ومن المؤسف أنَّ القسم الأكبر من هذه المؤلفات لم يصلنا –على غرار أكثر الكتب الأندلسية- وذلك لما تعرّض له الأندلس من فتنٍ داخلية وحروب خارجية، ثم إخراج المسلمين أخيراً على يد الأسبان في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.
ويمكن تقسيم مؤلفات “ابن حزم” حسب وصولها إلينا إلى ثلاثة أقسام:
أ- قسم لم يصل إلينا ولم نعرف حتى عناوين مؤلفاته، فضاع تماماً.
ب- قسم نعرف عناوين مؤلفاته ولم يصل إلينا، وقد عدّد “عبد الحليم عويس” في كتابه (ابن حزم الأندلسي) تسعة وثمانين مؤلفاً لا نعرف إلا أسماءها ولم يصلنا شيء منها.
ت- ما وصلنا من كتب “ابن حزم” بين مخطوط ومطبوع، ويعدد المصدر السابق ثلاثة وخمسين مؤلفاً موزعة على أبواب المعارف المتنوعة.
4 – منهجه التاريخي:
يطلق “ابن حزم” على التاريخ تسمية (علم الأخبار)، ويعتمد فيه منهجاً قريباً من منهج علم الحديث، قوامه النقل والأثر وما يتصل بهما من جرح وتعديل. وهذا المنهج نقلةٌ هامة في أسلوب دراسة التاريخ، سوف يطوّرها فيما بعد المؤرخ العظيم “عبد الرحمن بن خلدون”. ويقسّم “ابن حزم” علم الأخبار (التاريخ) إلى أقسام: منها ما يتصل بالممالك ومنها ما يتصل بالسنين، أو تاريخ البلاد، أو طبقات الناس، أو تاريخ منثور يضم أشتاتاً مختلفة، أو علم النسب، أو تاريخ الأديان والمعارف والعلوم، أو التاريخ الاقتصادي والاجتماعي. وهو من ناحيةٍ ثانية يقسم الأخبار حسب الأمم: تاريخ الملة الإسلامية، بني إسرائيل، الروم، الترك، السودان، الهند والصين، الفرس، القبط.. إلخ.
يرى “ابن حزم” أن كل أمة تمتاز عن الأمم الأخرى بثلاثة علوم هي: الشريعة والتاريخ واللغة، بينما تشترك الأمم في علوم النجوم والعدد والطب والفلسفة. وهو لذلك يرى أن التاريخ أحد الأسس الثلاثة التي تحدّد شخصية الأمة، ويلحّ على دور التاريخ في التعليم وخطورة مناهجه ودقّتها. وأدرك “ابن حزم” بشكل مبدئي وعابر- أن هناك عوامل تحرك أحداث التاريخ، وأشار إلى ذلك في سياق أخباره، وهذه الإشارات أوضحها “ابن خلدون” فيما بعد بما تعارفنا على تسميته (فلسفة التاريخ).
5- يستند “ابن حزم” إلى ثلاثة أسس في تفسيره لمتغيرات التاريخ لدى الأمم، وهذه الأسس هي: العقائد والتعليم والأخلاق. وهذه الأسس الثلاثة يمكننا دمجها اليوم فيما ندعوه (مقوّمات الحضارة،) وعلى ضوء هذه الأسس فسّر “ابن حزم” حوادث التاريخ وبخاصة في عصره. وقد كانت لغة الكتابة التاريخية لدى “ابن حزم” يغلب عليها الطابع الأدبي أكثر من غلبة السرد الموضوعي، كما أنه عمد إلى نظم قصيدةٍ يسرد فيها بعض حوادث التاريخ، وتقع في مائة وسبعة أبيات، إلى جانب مقطوعات شعرية أخرى في التاريخ.
6- تعدّدت المصادر التي نهل منها “ابن حزم” ثقافته التاريخية، ويأتي في طليعة هذه المصادر القرآن والحديث وكتب السيرة النبوية، وكتب التاريخ الإسلامي التي كانت قبله، وكتب الأدب والرحلات الشخصية والمشاهدات المباشرة في عصره. ولم يحدد لنا “ابن حزم” منهجاً تاريخياً بالمعنى العلمي الدقيق للكلمة، ولكننا نلاحظ تأثير المدرسة الظاهرية التي ينتمي إليها “ابن حزم” في تفسيره وكتابته للتاريخ. وتعتمد المدرسة الظاهرية الأثر والنقل وفهم النصوص على ظاهر معانيها. كما نلاحظ تأثر “ابن حزم” بـ “الطبري” و”ابن إسحاق” وغيرهما في أسلوب التوثيق التاريخي والرواية المتصلة. وأضاف “ابن حزم” إلى ذلك نقده العقلي لبعض حوادث التاريخ، كما أضاف النقد التاريخي الذي كان تمهيداً لفكر “ابن خلدون” فيما بعد. وعني عناية فائقة بالإحصاءات الدقيقة.
7- اتجاهات الكتابة التاريخية عند “ابن حزم”:
تتوزع اتجاهات الكتابة التاريخية عند “ابن حزم” على الأبواب التالية:
١. الأنساب:
وفي هذا الباب يتفق أكثر المؤرخين على أن “ابن حزم” إمام النسّابين. ويقف كتاب “ابن حزم” الهام (جمهرة أنساب العرب) واحداً من أهم المؤلفات في هذا المجال، إن لم يكن أهمّها، وقد اتبع فيه “ابن حزم” منهج الدراسة التاريخية الموثقة. وذكر فيه أنَّ من الأنساب ما هو فرض عين كمعرفة النسب الشخصي لكلِّ إنسان ومعرفة نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها ما هو فرض كفاية كسوى ذلك من الأنساب.
ومن خلال حديث “ابن حزم” عن الأنساب يمكننا التقاط خيوط التاريخ السياسي والحضاري للفترة التي يتكلم عليها، وهو يفيض ويسترسل بشكل لم يألفه النسّابون السابقون. وتكتفي كتب النسب السابقة لابن حزم بذكر أسماء الأشخاص حتى منتهاها في النسب. أما “ابن حزم” فيشير إلى مذاهب الأشخاص وأعمالهم وآثارهم ووَفَيَاتهم وأوضاع أسرهم وما يتصل بهم من حوادث هامة، مما يجعل الكتاب موسوعةً تاريخية أكثر منه كتاب أنساب. ويركز الكتاب تركيزاً واضحاً على الأندلس وأمرائها وحكّامها وأسرها المشهورة ورجالها المعروفين.
٢. التراجم والطبقات:
كان “ابن حزم” متشدداً في تراجمه للرجال، عنيفاً في تجريح من لا يراه ثقة. وأبرز هذه التراجم إنما وردت في كتابه الموسوعي (المحلّى)، الذي يضم ترجمة لأكثر من خمسمائة عالم، يجرّح بعضَهم ويوثّق أكثرهم. ومن أشهر شخصيات تراجمه (عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، الحسن البصري، عطاء بن رباح، عبد الله بن عباس، والشعبي…).
ولابن حزم في ميدان التراجم: (رسالة أسماء الصحابة) و(فضائل الأندلس وأهلها). وفي الرسالة الأخيرة ذكر لمشاهير الأندلس من علماء دين ومؤرخين وأطباء وغيرهم.
٣. التراجم الذاتية:
ونلاحظ في آثار “ابن حزم” كتابات متناثرة يتحدث فيها عن نفسه وشيوخه ورحلاته وأعماله. ولكننا نتوقف عند كتابين يعتبران بحقٍّ نموذجاً للسيرة الذاتية بالمفهوم الحديث للكلمة، وهما (طوق الحمامة في الألفة والألاّف)، و(رسالة في مداواة النفوس).
وفي مقدمة كتاب (طوق الحمامة) يصرّح “ابن حزم” بأنه يكتب سيرة حياته. والكتاب عبارة عن فيضٍ من الذكريات الخاصة والعلاقات مع الأصدقاء والمحبوبين وشيوخ العلم. يكتب ذلك بمقدارٍ كبير من الشجاعة والجرأة الأدبية والصدق الموضوعي، ذاكراً كيف انهدم مجدُ أسرته وكيف غدر به بعضُ أصحابه وكيف تنقّل في البلاد، كما تحدث عن تجاربه في الحب وذكرياته عن تلك التجارب. وهو يؤكد أنه صادق في أحاديثه واعترافاته ويرى أن الكذب كبيرة الكبائر، فيقول: (كل ذنبٍ يتوب عنه صاحبه، وكل ذامٍّ فقط يمكن الاستتار به والتوبة منه، حاشا الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه، ولا إلى كتمانه، وما رأيت قطُّ كذاباً ترك الكذب ولم يعد إليه، ولا بدأت بقطيعةٍ ذي معرفة إلا أن أطّلع له على كذب).
٤. التاريخ الموضوعي:
يمكن تقسيم كتابات “ابن حزم” التاريخية في هذا المضمار إلى الأقسام التالية:
أ) السيرة النبوية:
ومن كتبه فيها: (جوامع السيرة)، وهو مطبوع من تحقيق “إحسان عباس” و”ناصر الدين الأسد”، ويقع في 270 صفحة كبيرة. ومن كتب السيرة له (حجة الوداع)، وهو مطبوع بتحقيق “ممدوح حقي”، ويقع في 335 صفحة كبيرة. وإلى جانب هذين الكتابين له كتاباتٌ متفرقة حول السيرة النبوية أبرزها ردّه على ادّعاءات اليهود والنصارى، وقد ورد ذلك في الجزء الرابع من كتابه الكبير (الفِصَل في المِلَل والأهواء والنِّحَل)، معتمداً في ردّه المنهجَ العقلي.
ب) تاريخ المشرق العربي:
ومن أبرز كتابات “ابن حزم” فيه:
– (نقط العروس في تواريخ الخلفاء)، وهو رسالة في 42 صفحة طبعت بتحقيق “شوقي ضيف”. وتتناول الرسالة رغم إيجازها خمساً وعشرين قضية تتصل بتاريخ الخلفاء.
– (جمل فتوح الإسلام بعد الرسول)، وهي رسالة مطبوعة ملحقة بكتابه (جوامع السيرة).
– رسالة (أسماء الخلفاء والولاة وذكر مددهم)، وكان عددهم إلى عصر “ابن حزم”: 39 خليفة.
– رسالة (أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد)، وهي كذلك ملحقة بكتابه (جوامع السيرة).
– رسالة (أصحاب الفُتيا من الصحابة ومَنْ بعدهم على مراتبهم في كثرة الفتيا)، ومجموع من ذكرهم فيها 162 مفتياً.
– رسالة (جمل من التاريخ)، وهي صغيرة، ويبدو أنها كتبت لصغار المتعلّمين.
ومجمل القول في آراء “ابن حزم” حول تاريخ المشرق أنه كان ينظر بتقديسٍ كبير إلى عصر الصحابة، وكان يظهر تعاطفاً مع العصر الأموي، ويرى أنَّ الدولة الأموية عربية، بينما الدولة العباسية قربت العجم. وفي ذلك يقول: (وانقطعت دولة بني أمية وكانت دولة عربية خالصة، لم يتخذوا قاعدة، إنما كان سكنى كل امرئ منهم في داره وضيعته التي كانت له قبل الخلافة. ولا أكثروا جمع الأموال ولا بناء القصور، ولا استعملوا مع المسلمين أن يخاطبوهم بالتبجيل ولا التسديد ولا تقبيل الأرض ولا يدٍ ولا رجل، وإنّما كان غرضهم الطاعة الصحيحة من التولية والعزل في أقاصي البلاد). ثم يقول: (وانتقل الأمر إلى بني العباس، وكانت دولتهم أعجمية سقطت فيها دواوين العرب وغلب عُجم خراسان على الأمر.. إلا أنهم لم يعلنوا سبَّ أحد من الصحابة…).
ج) تاريخ الأندلس:
وله في هذا المجال أربعة كتب ورسائل هي:
– (فضائل الأندلس وأهلها): وهي رسالة مطبوعة بتحقيق “صلاح الدين المنجد،” وتقع في 21 صفحة متوسطة. وفيها ردٌّ على المشارقة الذين يعيبون بعض الأمور على الأندلسيين.
– (ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس): وهذه الرسالة مخطوطة لم تُعرف بعد، وورد تلخيص لمحتواها عند “الحميدي” في (جذوة المقتبس).
– (رسالة التلخيص لوجه التخليص): وهي مطبوعة بتحقيق “إحسان عباس”، وتقع في 45 صفحة، وتتحدث الرسالة عن الفتنة الأندلسية وانقسام الأندلس إلى دويلات وانهيار الدولة الأموية، وما رافق ذلك من أوضاع اجتماعية.
– وأخيراً يأتي كتاب (طوق الحمامة في الألفة والألاّف) بما فيه من حوادث تاريخية معاصرة “لابن حزم”.
8 – يعتبر تاريخ “ابن حزم” عن الأندلس نموذجاً حياً للصدق والجرأة والشجاعة. وهو لم يكتف بمجرد سرد الأحداث، وإنّما تناولها بالنقد والتحليل والتعليق، وكان له الفضل الكبير في التعريف بكثير من بيوت الأندلس وعلماء عصره وكتبهم في المجالات المختلفة.
ولعل أبرز ما يميز موقف “ابن حزم” من تاريخ بلاده، كتابتُه الجريئة عن أمراء دويلات الطوائف في عصره، فلقد رفض “ابن حزم” أن يبيع نفسه وقلمه لأحدٍ منهم، واعتبرهم جميعاً عوامل تقسيمٍ وفتنة وتفرقة، وكان حديثه عنهم غايةً في الدقة والموضوعية والحياد والنظرة البعيدة التي تتوخى الحق ومصلحة البلاد ولا شيء سوى ذلك. فهو يسخر مثلاً من قيام أربعة خلفاء في ثلاثة أيام، كلٌّ منهم يسمّي نفسه أمير المؤمنين: في إشبيلية ومالقة وبشتر. وهو يوضّح كيف اختلط الحلال بالحرام، وكيف ضاعت حقوق الناس واشتدّ قمع دويلات الطوائف للناس.
لقد دمغ “ابن حزم” عصر ملوك الطوائف ووصل به الأمر إلى وصفهم بالخيانة في قوله: (لو علموا أنَّ في عبادة الصلبان تمشيةٌ لأمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدّون النصارى، فيمكّنونهم من حُرَم المسلمين وأبنائهم ورجالهم، يحملونهم أُسارى إلى بلادهم. وربّما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس، لعن الله جميعهم، وسلّط عليهم سيفاً من سيوفه).
9 – خاتمة:
لقد أسهم فكر “ابن حزم” وآراؤه التاريخية الناقدة في قيام دولة الموحدين التي تأثر منظّروها تأثراً واضحاً بكتابات “ابن حزم”، وحينما استرد “المنصور الموحدي” منطقة (شابر) من أيدي الأسبان، وقف فيها على قبر “ابن حزم” مترحّماً وقال: (عجباً لهذا الموضع يضمّ رفات مثل هذا العالم.. كل العلماء عيال على ابن حزم).
10 – توفي “ابن حزم” ليلة 28 شعبان 456للهجرة ، 15 آب ،أغسطس 1064 الميلاد
وذلك في قريته (منت ليشم)، بعد أن انقطع فيها عشرين عاماً للمطالعة والكتابة واستقبال التلاميذ. توفّي مغموراً منسيّاً من معاصريه، لكنه ترك دويّاً في تاريخ البشرية لا يمكن أن يزول ما دامت الأيام.
وقبل نصف قرن احتفلت أسبانيا بذكرى هذا العالم الموسوعي العظيم، وحضر الاحتفال رئيس الجمهورية آنذاك “فرانكو” تدليلاً على المقام الرفيع الذي يحتلّه “ابن حزم” في تاريخ الفكر الإسلامي والبشري.
*****
Discussion about this post