Views: 0
علم ينتفع به
سأمتن لك إن قرأت ما تستطيع ودعوت لأبي كاتب هذا المنشور بالرحمة .
شؤون تعليمية
بين المدارس القومية و المدارس الدولية
هلا وفرتم ملياراتكم ؟؟!!!!
بقلم ابن المحروسة /
محمد أبواليزيد صالح
الإنشاصية – أجا – دقهلية
( 1 )
دعونا نتعارف بداية ونستقر على مفاهيم سنستخدمها فى هذا المقال ، حتى ينجلى الغموض و تبين الفكرة . فقد قصدنا
” بالمدارس القومية ” ، تلك المدارس التى تعود تبعيتها
للدولة الوطنية التى تلتزم بالإنفاق والإشراف عليها ، ووضع المناهج والمقررات بما يتماشى مع الخصوصية المحلية والأمن القومى ، وكذا ضمان المجانية كما نص الدستور على ذلك . وأما ” المدارس الدولية ” فهى مدارس تقدم الخدمة التعليمية بمصاريف ( باهظة ) ورغم تواجدها على أرض الدولة الوطنية ، إلا أن الإنفاق والإشراف واللوائح والتنظيمات وهيئات التدريس ولغة شرح المناهج والمقررات الدراسية تكون خاصة بالدولة الأجنبية التى تتبعها هذه المدارس : ألمانية أو انجليزية أو فرنسية … الخ . غير أنه تجب التفرقة الدقيقة بين المدارس الدولية ، و نمط آخر من المدارس تستقدمه الدولة فى ظرف تحديث لتعليمها يتخذ كنموذج سيتبع ليعمم مثل ( المدارس اليابانية ) ، ولكن ليس الإتباع الأعمى لأن الدولة الوطنية تراعى خصوصياتها المحلية من لغوية ودينية وجغرافية وتاريخية وإجتماعية ، أى أن محتوى المناهج مصرى خالص ، وكذا المشرفين وهيئات التدريس بعد تدريبهم جيدا فى الدولة التى يستقى منها النموذج ، وتبقى هذه المدارس مثالا للطرق الحديثة فى الإشراف والإدارة والتدريس وكيفية وضع المناهج والمقررات العلمية ، وتخضع هذه الأشياء للتقييم والتقويم المستمرين قبل أن تعمم فى بقية المدارس القومية لتتماشى مع آخر المستجدات التعليميةالعالمية . ولأن الدولة هى التى تستقدم هذا النمط من التعليم ( النموذج ) وهى التى ستعممه ، فإنها تضمن المجانية فيه أو شبه المجانية و تتكفل بمصاريف أو معظم مصاريف الطلاب الخاضعين لهذا النظام من التعليم فى فترة تجريبه وتقييمه وتقويمه ، ثم ليتاح لكل أفراد الشعب مجانا أو شبه مجان أيضا بعد تعميمه .
( 2 )
بين حصادين
فأما الحصاد الأول فقد شوهد و عوين فى خريجى المدارس الدولية ، و فيمن تخرج من جامعات أجنبية التحق بها الطلاب بناء على دراستهم بهذه المدارس . والنتيجة كارثة بكل المقاييس .
منذ مدة شاهدنا حلقات تليفزيونية تجرى مسابقات تحت مسمى العباقرة ( مدارس – جامعات – عائلات ) . ولفت نظرنا بشدة براعة خريجى المدارس والجامعات الدولية فى المعلومات التاريخية والجغرافية والفنية والأدبية الغربية ، وإهمال وعدم معرفة بالمعلومات البسيطة الأولية التى تخص بلدهم مصر والعالم العربى !!!!!!!!!! وأما عن المصطلحات العلمية فحدث ولاحرج ، إذ يعرفونها باللغة الأجنبية ولا يعرفون معناها باللغة العربية !!!!!!! وهذا صحيح تماما إذا ما علمنا طبيعة الدراسة فى مثل هذه المؤسسات والمقررات والأنشطة وتوجهات القائمين على التدريس والإشراف بل وحتى الزى و مراسم التخرج . كل أولئك يؤدى إلى إنسلاخ الطالب بمباركة ذويه ومالهم الكثير الذى ينفقونه بأريحية على مثل هكذا تعليم ، على حسبان أنه الأرقى والأحدث ، ولكن المحصلة نكبة على أبنائهم بما يحدثه من انشطارات حادة فى شخصياتهم وتوجهاتهم وولائهم وانتمائهم . هل من تفسير لجنوح بعض خريجى هذه المدارس والجامعات للإرهاب والتطرف ؟؟؟!!!!! وهل من تبرير لميلهم للهجرة لتقلد وظائف فى مؤسسات غربية بعينها قد تعادى وطنهم الأم ؟؟؟؟!!!! وهل من توضيح لما يتبنونه أحيانا من دعاوى
الإباحية والحرية الشخصية السلبية كما فى الغرب رغم ما يعتقده الناس من أنهم تلقوا تعليما حديثا مميزا ؟؟؟!!!!
قد يتبادر إلى الأذهان سؤال : ولماذا تسمح الدولة الوطنية بتواجد أمثال هذه المدارس الدولية على أراضيها ؟
والإجابة هى إن أمثال هذه المؤسسات التعليمية تسمح بها دول كثيرة على أراضيها لأن لولى الأمر الحق فى أن ينتهج المسار التعليمى الذى يراه ملائما لإبنه طالما سيتكفل بالمصاريف مهما بلغت ، هذا وإلا دخلنا فى جدلية التعدى على الحريات .
هذا هو الحصاد الأول الذى كان ورصدناه ، وأما الحصاد الثانى فهو مستقبلى . وحين نقول مستقبلى ، فإننا لا نعنى المستقبل البعيد غير المنظور ، بل نعنى المستقبل القريب جدا. وشواهدنا على ذلك كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن الدولة مدركة بالفعل لمأزق التعليم المصرى الراهن . ومنها أنها شرعت بالفعل فى التحديث التكنولوجى المرتبط بالعملية التربوية والتعليمية . ومنها أيضا إنها استقدمت نماذج تعليمية حديثة متقدمة ( كالنموذج اليابانى ) هى الآن فى طور التقييم والتقويم لتناسب الخصوصية المصرية قبل تعميمها . وشاهد رابع و هو توافر الإرادة السياسية لذلك .
وإذا يكون الأمر كذلك ، فهل سينتبه أولياء الأمور إلى مخاطر التعليم فى المدارس الدولية على أبنائهم ، خاصة وأن التعليم فى المدارس القومية سيضاهى التعليم فى هذه المدارس الدولية ، بل سيفوقه لأنه سيقى الأبناء من مخاطر التشرذم والإنشطار ، ثم إنه سيكون بالمجان أو شبه المجان بما يوفر ملياراتهم التى ينفقون ؟ أم أنها ستكون عقدة الخواجة ؟؟؟!!!
Discussion about this post