Views: 0
دهر وطغاة!!
▪️ هيثم محمد النسور
جَزَاكِ اللَّهُ خَيرًا يَـا دِمَــشــــقُ
أَمَا لَكِ مِنْ مَآسِي الدَّهْـرِ عِتْقُ
سَـلَامُ اللَّهِ يَا فَـيــحَـاءُ صَـبـرًا
غُـبَـارُكِ فِـي الْـمَعَامِعِ لَا يُشَـقُّ
يَعِـيثُ بِـكِ الَّذِي تَخشَيْنَ مِـنْهُ
حَوَى مِنْ كُلِّ رِجسٍ فِيهِ عِرقُ
حَقُودٌ فِي اِنْـتِهَاكِ الْحَقِّ فَـــظٌّ
غَليظُ الْقَـلبِ لَمْ يَردَعْـهُ خُلْـقُ
يَـكِـيـدُ بِـكِ الطُّـغَـاةُ بِـلَا حَيَاءٍ
وَدَهـرُكِ مُوصَدُ الْأَبوَابِ غَـلْـقُ
كَرَعتِ مِنَ الزَّمانِ عَـطِينَ مَاءٍ
وَبُـردَةَ شَـأْوِكِ الْأَوْغَـادُ شَـقُّـوا
فَلَا يُحزِنْكِ يَا ثَكْـلَــى اِبْـتِـلَاءٌ
سَـيَنْبُعُ مِـنْ رُبَـا الْأَحْرَارِ فَتْقُ
فَوَيْحِي يَا مُـنَايَ دَهَاكِ خَطْبٌ
وَشُـدَّ بِـجِـيـدِكِ الْمَأسُورِ رِبْــقُ
لَـقَدْ رَاعَ الْوَرَى خَطْبٌ جَسِيمٌ
وَشَاعَ بِطُهرِهِمْ فُحْشٌ وفِسْقُ
فَـهَـلْ مَا بَــيـنَـهَا وَالدَّهــرِ ثَـأْرٌ
يُقَـاصِـصُـهَـا، وَوِتْـرٌ مُـستَحَـقُ
لَـهَـا فِـي كُـلِّ مَـنزِلَــةٍ مَــقَـــامٌ
وَسُـؤْدُدُهَـا الْمَـعَـالِـي يَستَحِقُّ
أَسَــرَّ الْـمُـغـرَمُـونَ حَـدِيثَ وِدٍّ
بِـغُـوطَـتِـهَا وَغَنَّى الْلَحْنَ وُرْقُ
يَـجُـوزُونَ الـرَّزَايَـا إِنْ عَـرَتهُمْ
لَـهُمْ فِي الْبَأْسِ وَالْإِقدَامِ سَبْقُ
جِرَاحُكِ يَا رَؤُومُ تُحِيلُ صُبحِي
ظَـلَامًـا زادَهُ عَـتْـمٌ وَغَــسْـــقُ
سَأَلـتُ اللَّـهَ أَنْ يَحبُوكِ نَـفْـعًــا
لِـيَـغـدُقَ مِـنـهُ يَا فَـيحَاءُ رِزْقُ
وَلَـو أَنَّ الْـغُـيُـومَ مُــسـخَّـرَاتٌ
لَـفَاضَ عَلَيكِ مِن عَـمَّـانَ وَدْقُ
رِيَاضٌ تَـمـرَحُ الْـغِـزلَانُ فِـيـهَـا
كَـفِـردَوسِ الْجِنَانِ رَوَاهُ غَـدْقُ
سَـقَـى بَــرَدَى رُبَـاهَا ثُمَّ أَرْبَتْ
وَفَـوحُ نَـسِـيـمِهَا طِيبٌ وَنَشْقُ
شَـذَى بِالْيَاسَـمِـينِ صَفِيحُ خَدٍّ
وَوَجـهٌ نَاضِـرُ الـسِّـيـمَـاءِ طَلْقُ
يُضَاهِي الْفَوحَ عِطْرًا وَانتِشَاقًا
رَهِــيـفٌ كَـالـنَّـسَـائِـمِ بَـلْ أَرَقُّ
عُـقُـودٌ مِنْ خَـرَائِـدَ أَبْدَعَـتْـهَــا
يَـدُ الْأيَّـامِ، بَـصْــمَــتُـهَـا أَحَـقُّ
عَـسَى الْألَمُ الَّذِي أَمسَيتِ فِيهِ
يُـزِيـلُ أُسُـونَـهُ أَرَجٌ وَعَـــبْـــقُ
عَـلَا صَوْتُ الْمَآذِنِ فِـي ابتِهَالٍ
جَلِـيـفُ الْقَلْبِ لَوْ يُصْـغِي يَرِقُّ
وَلَولَا الْوَجدُ عَارَكَنِي وَشَوقِـي
إِلَــى رُؤيَـــاكِ، قَـلْـبِـي لَا يَـدُقُّ
وَأَجْـهَشُ بِالـبُكَاءِ عَـلَى خَرَابٍ
فَـكَـانَ لَـهَـا عَـلَى الْآمَـاقِ حَـقُّ
بَـذَلْـنَـا لِلْـتَــحَـــرُّرِ كُــــلَّ غَـالٍ
وَمَـا زِلْـنَــا لِـطَـاغٍ نُـسْـــتَـــرَقُّ
حَـبَـوْكِ بَـنُـو أُمَـيَّـةَ فَخرَ مَجْدٍ
وَمَنْ عَـقِـلَ الـفَـضِـيلَةَ لَا يَـعِقُّ
جِـيِادُكِ صَافِـنَـاتٌ إِنْ تَـهَـادَتْ
وَإِنْ جَـمَـحَـتْ لَـهَـا رَعْدٌ وَبَرْقُ
وَفُـلكٌ فِي عُبَابِ الْـعِلْمِ تَجرِي
وَمَا لَكِ بَينَ أَهْـلِ الْفَضْلِ فَرْقُ
جُـنُـودُ بَـنِي أُمَيَّةَ مِـنكِ هَـبُّـوا
فَـهَـانَ لِـبَـأْسِـهِمْ غَـربٌ وَشَرْقُ
وَكَمْ أَرجُوكِ يَا مَن لَستُ أَهوَى
سِـوَاكِ عَـلَامَ قَـلـبُـكِ لَا يَـــرِقُّ
وَمِـنـكِ أَنَا فُـؤَادِي قَـدْ تَلَـظَّـى
تَأجْجَ مِنْ لَـهِيبِ الشَّوقِ حَرْقُ
عَـجِـبتُ لِـجَـاحِدٍ يَنْأَى وَيَهْذِي
وَفِي قَلـبِي لَـهُ وَجْـدٌ وَشَــوْقُ
فَـمَـهْـلًا يَا زَمَـانُ لَقَدْ شَـحَذْنَـا
سِـيُوفَ الْـعِـزِّ لِلْـبَـاغِـي تَـشُـقُّ
Discussion about this post