Views: 0
آخر الأنفاس
….
هي قصةٌ خُطَّتْ على الإبهامِ
حارت بها الأرواحُ في استفهامِ
ماذا جنت هذي الحرائرُ أو جنى
هذا الصغيرُ المستباحُ الظامي
أنا ما نشبتُ سوى القريضِ أظافرًا
كي أشتكي الحكام للعلَّام
مَرَّت على كبدي السنونُ فَعَشَّشَتْ
أهوالُها بالبائسِ المُترامي
وعلى دمي ألقيتُ كل قصائدي
إلا قصيدًا شطَّ عن أقلامي
هو نصُ ذاتي من قديمِ تمزُّقي
حتَّى انسلاخي من فمِ الآلامِ
وقَضَمتُ أعوامي أَبُثُّ تفاؤلي
فوجدتني حزنًا يقودُ زمامي
لم ينجني حين اقتلعت مواسمي
أن تَسْلَمَ الأضلاعُ من أيامي
لم ينجني يوم ارتهنت قصائدي
قمحًا لأطعم صرخة الأيتامِ
هذا الهوان كما الهواء محاصرٌ
جسدي فلا منجى كأرض الشام
يا لائمين الأرض كيف تضوعت
بالموت واستبقت على الظُّلَّامِ
لوموا تقاعسَ من تَقَوَّضَ ظهره
بمقاعد الخذلان والآثامِ
كل المرايا تستفيض تأَوُّهًا
في وجهنا المتشاحبِ المتعامي
يا أيها الحجر المُخَضَّبُ بالأسى
يا أيها القدرُ العنيدُ الدامي
أين الحياة وأين أين ضميرها
في عرفنا المتسامح المتسامي
شاهت وشاهت في الوجوه ملامحٌ
تروي تواريخًا من الإظْلام
يا أيها الوجع المقيم على دمي
متأهباً كي أعلن استسلامي
الآن أحملني إليك مُسَلِّمًا
مَيْتًا فلا جدوى من الإعدام
قل للركام بأي شرعٍ يا ترى
يزوى الأنين بغضّة الأقوامِ
هي آخر الأنفاس ليتك حالمٌ
بالضائقينَ بعتمةِ الأكوامِ
ما كنت أعلم أن قلبك هكذا
أَلِفَ الدِّما في موطنِ الإجرامِ
يا تاركين الروح تنزفنا أسىً
إذ لا مكان يلوذ بالأحلام
إذ لا عيون إلى الحياة تطلَّعت
إلا وعادت بالنحيبِ الهامي
من ألف سد يستحيل وما ورا
موتٌ بلا ذنبٍ ولا إعلامِ
َ
لا لا صباح اليوم عاد مطمئنًا
فلترقدوا بعد العنا بسلامِ
…..
صلاح العشماوي
Discussion about this post