Views: 1
وجعُ القصيدة.
إلى الشِّعرِ نأوي إذ تضيقُ الأضالِعُ
وتخبرُ عَنــّا مــا نُواري المدامِعُ
وإنْ جَفَّ دمعٌ للعيــونِ فما اكْتَفَتْ
بدمعٍ علـــى خدِّ القصيدِ المطالِعُ
تسوقُ بنـا الذّكرى لأطيـافِ راحِلٍ
فَتَصفَعُنا فــي راحَتَيْها الفواجـِعُ
نُقَلِّبُ مــا تُبدي الطّيوفُ بأهلِها
فتلوي بأعنــــاقِ المدادِ المواجِعُ
أنكتبُ سعدًا والحروفُ جريحةٌ
وقد ضَمَّدَتْها بالأنيـــنِ المضـــاجِعُ ؟
فلو بانَ في ثَغْرِ اليراعِ ابْتســامةٌ
تجمهرتِ الآلامُ جـــاءَتْ تُمـــانِعُ
إذا نِلْتُ من ثُقْبِ السُّرورِ سعــادةً
تلاشَتْ ؛ لأنّي في ثَرى الآهِ قـابِعُ
تُسَوِّرُني الآهاتُ إنْ فاضَ خـاطري
وتهدي بطَعمِ الموجعــــاتِ المنابعُ
أيشفعُ لــي شعرٌ يذوبُ صَبـــابةً
وليسَ بصمتِ الليـــلِ للآهِ ســامِعُ ؟
إذا كَحَلَ النّومُ الجُفــــونَ رأيتُني
أسيرًا لِسُهْدِ الليلِ فالقلبُ طـائِعُ
نَديمي سكونٌ إنْ نثرتُ بضــاعتي
وكُلّي بسوقِ الموجعــاتِ بَضــائعُ
فمن يشتري آلامَ حَرفي لليلةٍ ؟
فإنّــي لأوجاعِ القصيــــدَةِ بــائِعُ
أدهم النمريـــني.
Discussion about this post