Views: 0
قصيدة بعنوان :
( هذه حبيبتي )
وضّاءَةٌ كذُكاءِ صُبْحٍ أشْرَقَتْ
في ذاتِ يومٍ مُشْمِسِ
حَسْناءُ تُعْطي للرَّبيع ِ جَمالَهُ وأريجَهُ وتضوعُ مِسْكًا
مِثْلَ عِطْرِ النَّرْجِسِ
تمشي على دَلٍّ وتكسوها
ثيابُ السُّنْدُسِ
وأدورُ في فَلَكِ الحَبيبَةِ
كالجَوارِ الخُنَّسِ
يا ( كَنْزَ أحلامي ) النفيسَ
وطُهْرَ بيتِ المَقْدِسِ
إنّي المُتَيَّمُ في هَواكِ
ومن شَذاكِ تَنَفُّسي
هذي قصائدُ حُبِّنا
شَهِدَتْ بما في الأنْفُسِ
هَلْ تعْرِفونَ حَبيبَتي ؟
هِيَ مَنْ عَشِقْتُ وعِشْتُ مَفْتونًا بها
حتّى غَرِقْتُ بحُبِّها
لا تَسْألُنَّ … وكيْفَ يَحْيا
ذا الغريقُ بيَمِّها ؟
أوَ ليْسَ يُزْهِرُ رَوْضُها إمّا دُفِنْتُ بِأرْضِها ؟
يا طيبَها مَحْبوبَةً سَكَنَتْ فُؤادَ حَبيبِها
وتَرَبَّعَتْ في صَدْرِهِ كمليكَةٍ في مُلْكِها
لكِنَّني المَحْمومُ مِنْ حُمّى سَرَتْ في جِسْمِها
ولَقَدْ بَراني ما بَراها مِنْ جَليلِ مُصابِها
مِمّا جرى لِحَبيبَتي
يا وَيْحَ مَنْ أجْرى على أثْوابِها
جُرْحًا ودَمْ
وسَعى لأنْ يَغتالَها … وَلَوِ اسْتَطاعَ
لَكانَ تَمّْ
بِكَسْرِ سارِيَةِ العَلَمْ
وبِوَأدِ أغْلى ما تعالى فوقَ هاماتِ القِمَمْ
وبِصَمْتِ نَبْضِ فُؤادِها أو كُلِّ فِكْرٍ أو قَلَمْ
فشَكَوْتُ آلامي وأحْزاني وجُرْحًا
ما الْتَأمْ
وشُحوبَ وَجْهِ حَبيبَتي
لِيموتَ فيها إرْثُها ويموتَ مَنْ
يَحْيا بها
مَنْ حَرَّقوا أطْرافَ ثوبِ زفافِها
وتَعَمَّدوا تشويهَ كُنْهِ جَمالِها
مَنْ أضْمَروها غَدْرَهُمْ
مَنْ ظاهَروها حُبَّهُمْ
مَنْ قاتَلوها باسْمِها
وحبيبَتي لمّا تَزَلْ تَحْيا برَغْمِ جِراحِها
لا تَسْألوني مَنْ هِيَه ؟
أوْ كَيفَ يغتالُ الظلامُ النورَ في صَمْتِ السكونْ ؟
أو كَيْفَ يشْدو الطَيْرُ مَحْزونًا على يَبَسِ الغُصونْ؟
لا تَسْألوني كَيْفَ طالَ الغَدْرُ عالِيَةَ الجَبينْ ؟
كَيْفَ اسْتَحالَ النَّفْحُ نَزْفًا مِنْ وَتينِ الياسَمينْ ؟
مَهْما عَتا مَوْجٌ لإغْراقِ السفينْ ؟
فسيُهْزَمُ البُطْلانُ بالحَقِّ المُبينْ
أعَرِفْتُمًها مَنْ هِيَهْ ؟
هِيَ نَسْلُ آلافِ السِنينْ
كريمَةٌ بِنْتُ الكِرامْ
مَنْ لا تُضامُ ولا تُسامْ
هي مَنْ تغَنّى في مغانيها الأنامْ
هِيَ نورُ شَمْسٍ لَنْ يُغَيِّبَهُ الظلامْ
فلَسَوْفَ تُشْرِقُ مِنْ جَديدٍ
بالمَحَبَّةِ والسَّلامْ
هِيَ مَنْ ينامُ بحُضْنِها حُبٌّ
ويَصْحو فوقَ زِنْدَيْها هُيامْ
هِيَ حُبِّيَ الأبَدِيِّ مُبتَدَأُ الهوى عِنْدي … ومُخْتَتَمُ الغرامْ
م. فوّاز غالب عابدون
Discussion about this post