Views: 0
عتاب السنابل…
تعاتبُ منجلَ الصّيفِ السنابلْ
ودمعُ الجمرتينِ كمثلِ وابلْ
تذكّرَتِ المعاولَ حين كانت
بذورًا حيثُ حطّتْها المعاولْ
تذكّرتِ السحائبَ حين فجرٍ
تغازلُ غيمةً والصبحُ هاطلْ
فروّتْ أضلعًا يبستْ وهشّتْ
على أسرابِ أطفالِ البلابلْ
لَكَمْ رقصت على أنغامِ عشقٍ
وماءُ العشقِ مهراقُ المناهلْ
لكم غنّتْ ليالي البردِ حتى
تدفّأتِ المنازلُ بالمنازلْ
لكمْ غنّت أهازيجَ العذارى
ففاقتْ بالغنا شدوَ العنادلْ
لكم نامت وسادتُها زهورٌ
وطيرٌ صادحٌ ناجى البلابلْ
لكم حلمت بأيامٍ وشمسٍ
وعسجد وجهها كالماءِ سائلْ
وبلبلُ روحِها غنّاه سرًّا
كما حملتْ رسائلَها الأيائلْ
وقد فاحت رسائلُها بطيبٍ
يفوقُ الحبَّ في تلكَ الرسائلْ
وكمْ بضفائرِ العشبِ استجارتْ
أجارتْها الحشائشُ والهواملْ
وقد غرزتْ بصدرِ الأرضِ ظفرًا
لعلّ الأرضَ تحميها تقاتلْ
لكمْ شمختْ بقامتها ودلّتْ
كغصنٍ ظلّ للجوزا يطاولْ
وكم مسحت بنفسجها بلوٍنٍ
من القزحيّ عند الفجر ماثلْ
وقصّت للأقاحي والخزامى
حكاياتٍ عن الجنٍّ الأوائلْ
فأبهرتِ السّهولَ بما تولّتْ
وهلّتْ في العشايا والأصائلْ
وكمْ بردَتْ وكم حُمّتْ وغطّتْ
وريقاتٍ بفستانِ الهلاهلْ
تهادنُ كيفَ والجلّادُ قاسٍ
وكيف يُعاتبُ المقتولُ قاتلْ؟!
18\5\2020
Discussion about this post