Views: 1
“رسالـة مِنْ رسائـلها ”
بلاش نظلم بعض لا أنت تعرف ظروفي ولا أنا كنت أعرف ظروفك كل الحكاية نصيب في الأول وفي الآخر
ربنا يعلم ال في قلوبنا ومطلع وهنفضلُ ندعيلكَ ربنا يفرح قلبك .
********
هكذا جاءت تلك الكلمات في ورقةٍ مغموسة بروح الحزن .
فوقفتُ متأملا ما فيها .
والعجب كل العجب ،حين تأتي بضع من الكلمات ،التي لا نعرف لكاتبها اسما ولا لمرسلها عنوانا ولا نعي أهو كاتبها ؛لتجديد روح الحزن ، أم ليعلم شيئا عن حياتي .
وعلي كل حال فإنّـا نرجو أن تكون من نجم كنا نعرفه ، ويعرفنا ، ويلمس مشاعرنا ، ونلمس مشاعره .
نزلت تلك الكلمات ، على فؤادي كـ نزول حبات الوابل ، على صخر كان على وشك الانتهاء ، فبمجرد نزولها عليه ، تفتت وصار قطعا قطعا .
لست أدري، وأظن أني أعتقد في قرارة نفسي أني لا أدري من صاحب تلك الكلمات المليئة بالوجع .
وسأظل أبحث عن العلة في إرسالها في هذا الوقت .
وخصوصا أني أمر في تلك الأيام ، بمرحلة من أصعب أيامي .
مرحلة لست أعلم ما أنا فاعل فيها.
فقلبي يحمل بين جوانبه وبين ضلوعه مجموعة من الشهب التي كادت أنْ تحرقه عن بكرة أبيه .
ولكن مازلت أذكر نفسي من حين لأخر ، أن هذي الأيام ما هي إلا لحظات وسوف تزول فمهما طالت ليالى العذاب ، فهي بالنسبة إلى ليالى السعادة الأبدية قليلة وإن شئت قل: غير مذكورة بالمرة .فيا صاحب ،هذه الرسالة ليتك تفهم جيدا ، وتعلم أني عن هذا العالم مشغول ، وفي قلبي شخص ترك فيه صدمات لا تزول .
فكم كنا نحمل لهذا الشخص من مودة ؛وليت مودتي ، ما وقعت على هذا .ليت شعري ، كم من الضرر الذي نتج عنه وعن غيابه ؛فكثير من الأضرار نتجت عنه، منها ما سكن صميم الفؤاد ومنها ما أحدث في الذهن والعقل فجوة ، ومنها ما أصاب البدن ، فكان تأثيره السلبي عليّ لكبير . وإن كنت تريد التلاعب يا هذا ، بمشاعري ؛ فحسبي من كلامك أني أضعه على ميزان عقلي وقلبي ؛ ثم أقوم بتحليله ، داخل معامل التحاليل النفسية حتى أصل من على طريقه إلى وجود ما يفيدني ويقوي ما ضعف مني ، فكل شيء عندي بمقدار ، وليس علي المريض يا هذا ، الذي يريد التلاعب بمشاعر قد لعب عليها الزمان ، وأكلتها الثعالب والفئران ، وهلكتْ هنالك وحيث لا يوجد مكان ولا زمان فليس على فعلك من حرج !
وإن كنت حقا أنت يا هذا ، أنت الذي صنت له أيامي ، وحفظت له عهده وزماني ، وكتب له ذكرياته ، وأحزاني .
ومازلت منتظرا نجما يسقط منه على كوكبي ، فيضئ لي كل أحلامي إن كنت حقا أنت ، فاهلا ومرحبا ، ولست مرّحبا بك .
يا هذا أنا كالطفل الذي إذا عشق تكلف في عشقه .
فلا يقدر علي بغض من أحب ، ولا مخادعة نفسي وإياه .
فلست مما يدعي العصمة من الوقوع في الخطأ .
وكم وقعت وزلتْ قدمي ..
وكم ضاقتْ نفسي حتى رجوت كثيرا ، بيني وبين نفسي ، لو كنت طائرا أو رمادا ولم أكن إنسانا .
يا حسرتاه ، إن المحب لفي وجع وألم وحزن دائم .
ليت هذا بقرب الحبيب ، فيزول بفراقه !
ولكن كلما طال غياب هذا الشخص ، فصورته في الفؤاد مرسومة ، وفي العقل محفوظة ، وفي الذهن مذكورة .
فكيف يقوى عقل مثل عقلي ، وقلب مثل قلبي ، وذهن ، وخيال واسع الأفق مثل ما يحوى خيالي على نسيان ما كان له الدور الكبير ، في بث روح السعادة يوما ما فيّ .
لست بالإنسان الحاجد ،الذي ينسي المعروف ، ولا بالماكر ، الذي ينتقم من القلوب ، فيا هذا ، إن كنت تعرف من تخاطب ، فلا تشتت قلبي وروحي كثيرا فكل كلمة تسقط عليّ لها تأثير أشد من وقع السهام على قلبي فلو كنت حقا لي مكانة ، كما تدعي ، فليس الادعاء كـ الفعل فاذكر ما يوضح .
“والسلام علي من أتبع الهدى ”
#عساف ال الشيخ
18/9/2021
Discussion about this post