Views: 0
( خريفٌ و شتاء )
ثمَّة خريفٌ آتٍ
يعاقب أوراق الشجر
يجول في شوارع البلاد
ينذر بشتاءٍ قاسٍ
لتغرق فيه فلسفة الأضداد
الأموات هناك يحدِّقون
الأحياء هنا يرقدون
ما زلنا نحن كما كنَّا
نمشي على رصيف الدهر
نتساقط كوريقاتٍ مصفرَّة
تجلدنا الحياة بكل لطف
تبوح بشيءٍ من القهر
ثمَّة أيامٌ تجتاحنا
تسرق سنيناً من العمر
تأخذنا في غفوة الحاضر
ننسى أنفسنا في الماضي
يلوح الشيب من بعيد
لنمضي وتمضي رحلة السفر
تحاصرنا تلك الذكريات
يلسعنا برد كانون
تعوي الرياح بكآبتها
تكتبنا الحياة بأقلام القدر
ثمَّة ماضٍ في الأزقة القديمة
يقلِّبنا على لهيب الجمر
تنادينا مدارس الطفولة
تبكينا الأرواح
و تنشدنا الجراح
يبقى الياسمين
في بيتنا العتيق
مخضرٌّ بثوبه المعتاد
ليسكب في الذاكرة
رائحة من العطرِ
تتمايل صفصافة جميلة
على حافة جدول الحياة
أنتِ يا بلاد الحب
نسيت إسمي نعم
لكن صدقيني
إسمك فينا محفورٌ
عاهدنا أنفسنا من دون شطب
ثمَّة جسدٌ نحيلٌ
بات يرتعش بكل جوانبه
و أنامله الملساء
لابد وأن تضرب موعدا
مع برد كانون
و وطنٌ مدججٌ بالجراح
لابد و أن يبقى معلقا فينا
ونبقى نحن معلقين فيه
حتّاما أحلامنا الصغيرة
ستبقى هكذا مؤجَّلة
حتّاما سنين العمرِ
مسرعة تمضي
وما زلنا لا ندري
الشيب يضرب من بعيد
وأنا في قمة أحزاني
مكتوب على جبيني
فلاح سعيد
و مواطن عتيد
أميــــــــن الخضـــــــــر… ســـــــورياااا…
2022 / 12 / 31
Discussion about this post