Views: 0
فِي حُبِّ مِصر
قالُوا : الجَمالُ ، فقلْتُ : مِصرُ سَنَاهُ
هِـىَ أصـلُهُ ، وضِفَـافُـهُ ، ورُبَـاهُ
أمُّ الحضَارةِ ، ليسَ يُقرَأُ مجدُهَا
إلَّا وجـدتَ الحـقَّ قَـد زكَّـاهُ
مِيراثُ أهلِ الخيْرِ مِنْ أجدَادِهِمْ
فَـأَدِمْ عليْـها الخيْـرَ ، يَا ربَّـاهُ
النِّيلُ يجرِي بالرخَاءِ ، وفوقَهُ
ربٌ قديرٌ ، ساقَـهُ وحَبَـاهُ
والشّمسُ سيِّدةُ الضِّياءِ تقُولُهَا
: ” كلُّ الضِّياءِ جَلالُ مِصرَ دَعَاهُ ”
ليكونَ خادِمَهَا الأمينَ ، فلَا ترَى
ليْلًا علَى طولِ المدَى تخشَاهُ
قُلْ : أمُّ هذِي الأرضِ ، كعبةُ وجْهِهَا
مادامَ عبْـدٌ يَـرتَجِـي بُشْــرَاهُ
لوْ لمْ يكُنْ فِي مِصرَ إلَّا ( أزْهَـرٌ )
لِلعِلمِ فِي ملَكُـوتِهِ ، لَكَـفَاهُ
تُحيِي تُراثَ السَّابقِينَ عُلُومُـهُ
وتَجُودُ بِالفَضلِ المُبِينِ يَدَاهُ
أفَلا ترَى ( مُوسَى ) يُقِيمُ صلاتَهُ
وتشُـقُّ بَحرَ الأَخسَرِينَ عَصَـاهُ ؟
قُمْ وامْدَحِ الطُّورَ العظِيـمَ ، فإِنَّـمَا
نُورًا مِنَ اللهِ الرَّحِيـمِ تَـرَاهُ
قُمْ وامْدحِ القمحَ السَّـخِيَّ ، فإِنَّـمَا
أسخَى كَريمٍ طيِّـبٍ ـ مَغنَـاهُ
واسْتَبْقِ مِنْ زمَنِ النُّبُـوَّةِ دَعوةً
هِىَ خيْرُ مَا ترجُوهُ أوْ تلْـقَاهُ
وبِأولِيَاءِ اللهِ نفتَـتِحُ الثَّنَـاءَ
علَى الأمَانِ ، وعَهدِهِ ، ومَـدَاهُ
مَا الأرضُ ؟ لوْلا مِصرُ ، لوْلا جيشُهَا
والمَجْدُ ـ شَاهِدُ نُبْـلِهِ ـ سِيمَاهُ
الحبُّ لوْلا مِصرُ كانَ مُطَارَدًا
تبكِي القلوبُ أريجَهُ ، وشَـذَاهُ
بَاقٍ ـ بقَاءَ الشمسِ ـ مجْدُ رِجالِهَا
لا فخْـرَ لِي إلّا بِـهِ وهُــدَاهُ
شعبٌ سَخِيُّ الرُّوحِ ، يأبَى أنْ يُرَى
فوقَ النُّجومِ الزَّاهِراتِ سِوَاهُ
بقلم الشاعر السيد العبد
Discussion about this post