Views: 0
من العادات والطقوس الجميله في اعراسنا الاردنيه التي أخذت في الانقراض للاسف واستبدلت عنها بالقاعات وصالات الافراح عادة(الفاردة) أو زفة العروس وهي مجموعة من الحافلات أو الباصات تنطلق محملة بالنساء والصبايا لاحضار العروس من بيت اهلها إلى بيت الزوجيه.
وعادة ما تنطلق هذه الحافلات بعد أن يتناول المدعوين طعام الغداء في بيت والد العريس أو أهله في اليوم الأخير من العرس.
ولكن الصبايا ونساء البلده من قريبات العريس والجيران والأصدقاء والمعارف يبدأن بالاستعداد (للفارده) من الصباح الباكر . حيث ينشغلن في تجهيز أنفسهن من الاستحمام وتسريح شعرهن وطمس معالم وجوههن الاصليه بما يتوفر عندهن من المكياج
(رخيص الثمن) ورش أجسادهن بمختلف أنواع العطور وغالبا ما تكون من العطور المركبه الذي تم تحضيره وشراؤه من المحل القريب الموجود في زاوية الشارع. أما ذوات البشره السمراء فينشغلن ويحترن في اختيار نوع الباروكه التي تناسبهن ومنهن من تنشغل بعمل جدائل اصطناعيه من الخيوط أو الشعر الاصطناعي لتظهر في احلى حله وأجمل طله.
وما أن تبدأ الحافلات بالاستعداد للانطلاق حتى تبدأ النساء بالتدافع والازدحام أملا في الحصول على كرسي أو مجموعة من الكراسي للجلوس بدلا من الوقوف في وسط الحافله خاصة إذا كانت المسافة إلى بيت العروس طويله. وهنا تحدث بعض المشاكل أو العراك بالأيدي . وهنا يأتي دور عريف الحافله.
وعريف الحافله غالبا ما يكون شاب في مقتبل العمر من إخوة العريس أو أبناء عمه يرتدي في الغالب بدلة ليست على مقاسه، فهي إما أن تكون كبيره عليه أو صغيره كان قد استعارها من أحد أصدقاءه وفيها باكيت دخان حيث اشتراه دينا من دكان ابو العبد الموجود في زاوية الحارة ، وقد خط حواجبه وقصقص شواربه وقلم أظافره، ليظهر نفسه بأنه جميل ومسمسم أمام بنات الفارده.
ولأن هذا العريف غالبا ما يكون فاسدا وازعر فإنه يقوم بحجز اول مقعد أمامه لحبيبته أو اجمل البنات في الفارده حتى يتمكن من الاستفراد بها ومغازلتها وربما اخذ موعد مقدس منها.
أما سائق الباص فهذا له حكاية اخرى، فما أن تجلس النساء والصبايا في الباص حتى يبدأ بتعديل مرآة الباص لتظهر جميع النساء أمامه وغالبا ما يركز مرآته على فتاة جميلة ليتغزل بها طوال الطريق.
ثم تنطلق الحافله وتبدأ الفتيات بالغناء والرقص على انغام الطبله وهن يرددن
دووس ماانت دايس يا شوفير
ومحمل عرايس يا لالالالالالا
فتتعالى ضحكات السائق ويبدأ بزيادة السرعه والسباق مع الحافلات الأخرى ليظهر رجولته وبطولتة في قيادة الحافله ويكبر بعين حبيبته التي اختارها من بين فتيات الباص.
وعندما يركز كثيرا في مرآته ويدقق النظر على الفتيات وتلاحظ النسوة ذلك يبدأن بالترديد
لا تطلع بمرااتك يا شوفير
نحنا مثل خواتك يالالالالا
فيشيح بنظره عن المرآة لكن سرعان ما يعود إلى عادته الخبيثه.
ويحدث الأمر نفسه أثناء العوده من بيت العروس. وغالبا ما تنتهي هذه الطقوس بمشاحنات وعراك بالأيدي بين الفتيات وربما تتطور إلى أبعد من ذلك إذا تدخل الشباب والرجال في هذه المعركه التي قد تسفر عن قلع عين أحدهم أو خلع سن اخر أو كسر رجل أحدهم اوشق وجه آخر ولكن وبعد أن يتدخل العقلاء من كبار السن تعود الأمور إلى طبيعتها
أما العريس وبعد أن يدخل إلى غرفة النوم مع عروسته فإنه لا يكترث ولا يأبه لما يحدث في الخارج من معارك طاحنة وكل تفكيره وهمه ينصب على الارتماء بين احضان عروسه بعد طول انتظار.
Discussion about this post